كثرت الآراء والطروحات وتنوعت لمعالجة المعاناة والمأساة التي يعيشها أهل الشام المهجرون في المخيمات، من مثل: لو أن أهل الخيام اختاروا مكانا مناسبا لخيامهم قبل فصل الشتاء ورصفوا خيمهم بشكل يحميها ويمنعها من التضرر والغرق. أو لو استأجر من يملك الإمكانية منزلا بدلا من العيش في الخيام في فصل الشتاء. والبعض يطالب المنظمات والمجتمع الدولي بمساعدة أهل المخيمات وتأمين بعض مستلزمات الشتاء لهم.
والحقيقة هي أن هذه الحلول جميعها ما هي إلا حلول جزئية مؤقتة، وهي محاولة لمعالجة الظواهر والأعراض وإغفال أو تجاهل أس الداء وسبب المعاناة والبلاء.
بمعنى أنه إذا حُلت مشكلة مياه الأمطار فلن تحل مشكلة البرد والصقيع، وإذا حُلت مشكلة البرد والصقيع فلن تحل مشكلة الطين والرياح، هذا بالنسبة للشتاء ناهيك عن مشاكل الصيف من حر وغبار، وكذلك الظروف المادية الصعبة التي تزيد من معاناة أهل الشام.
لذلك كان لا بد من البحث الجاد عن المعالجة الجذرية والحل الحاسم لما يعانيه أهل الثورة جميعا وعدم الاكتفاء بالمعالجات التسكينية.
إن وصف العلاج الجذري يتوقف على تشخيص المرض ومعالجته وليس الاكتفاء بمعالجة أعراضه فقط.
والمرض المُهلك الذي ابتليت به ثورة الشام، هو تآمر الداعمين وانصياع القادة لهم ينفذون مخططاتهم ويحرفون ثورة الشام عن ثوابتها وأهدافها حيث سلبوا القرار وحرفوا المسار وزرعوا الوهن في النفوس وقتلوا فيها الأمل بالخلاص.
لذلك كان الحل الجذري لأهل ثورة الشام هو في التخلص من المرض العضال المتمثل بالارتباط الذي كانت نتيجته كما أسلفنا سلب قرار الثورة من أهلها المخلصين، وتسليمه للداعم فذهبت التضحيات أدراج الرياح وحُرفت الثورة عن مسارها الصحيح الذي كانت سائرة عليه؛ بالمكر والخداع وتطبيق الهدن والاتفاقيات، فسُلمت على إثرها البلاد لطاغية الشام، وهُجّر الناس من بيوتهم ونُهبت أرزاقهم وأُبعدوا عن ديارهم، فأنشأوا لهم مخيمات الترويض ليعانوا فيها الويلات والعناء بهدف إذلالهم ومعاقبتهم لأنهم خرجوا على عميل أمريكا بشار وأرادوا إسقاطه.
لذلك أصبح العلاج والواجب اليوم هو أن يعمل المخلصون من أهل الثورة وأبنائها على قطع يد الداعمين وتغيير أدواتهم من القادة المتاجرين المتسلطين، ومن ثم استعادة قرار الثورة وتوجيه الجهود نحو إسقاط النظام المجرم وإقامة نظام الإسلام على أنقاضه، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ لينعم أهل الشام والمسلمون جميعا بعدلها ورعايتها.
وعندها يعود المهجرون إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم معززين مكرمين، وينعمون فيها بالدفء والأمان في عز الإسلام، لا كما يُراد لهم أن يعودوا عبيدا أذلاء لحظيرة النظام المجرم، لينتقم منهم كونهم ثاروا عليه! ولا ينقص أهل الشام لتحقيق هذا الحل وإيجاد هذا الدواء إلا التوكل على الله تبارك وتعالى، واستعادة قرارهم وتنظيم أمورهم، فالإمكانيات المادية موجودة بكل النواحي والجوانب، والمخلصون كثيرون، والسلاح أضعاف ما كان عليه في بدايات الثورة. وأنتم أصحاب الحق وأهل البلاد وليس النظام النصيري العميل المجرم ولا الذين يتآمرون معه ضدكم، فالحق يحتاج سواعد الرجال والنصر فوق الرؤوس ينتظر "كن فيكون" لعباد الله المخلصين، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى بذل الوسع وإبراء الذمة، لذلك حتى يمن الله علينا بنصره، قال تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
رأيك في الموضوع