بقرع الأواني والزغاريد، تجددت الاحتجاجات في مدينة الحسيمة شمالي المغرب، الأسبوع الماضي، بعد سقوط عدد من الجرحى في صفوف المحتجين إثر اعتداءات قوات الأمن خلال العيد الذي أصبح يطلق عليه عدد من النشطاء "العيد الأسود". واحتج سكان الحسيمة من جديد بقرع الأواني فوق الأسطحة، وأمام أبواب المنازل، خوفا من توقيفهم، جراء الاعتقالات التي طالت نشطاء الحراك، الاثنين 26/06/2017. ونشر بعض النشطاء مقاطع فيديو تبين هذه الأشكال الاحتجاجية الجديدة بإقليم الحسيمة، وكيف فض الأمن المغربي مسيرات احتجاجية داعمة لـ"حراك الريف" في المدينة.
وتتواصل حركة الاحتجاجات في ما صار يعرف باسم الحراك الشعبي في منطقة الريف بالمملكة المغربية منذ مقتل صياد سمك سحقاً داخل شاحنة لجمع النفايات بمدينة الحسيمة منذ ثمانية أشهر تقريبا. حراك يؤكد القائمون عليه والناشطون فيه أن مطالبه إنسانية واقتصادية وتتعلق بتنمية المنطقة، وأنهم لا يطالبون بالانفصال عن المغرب".
هذا وقد قدر العديد من الناشطين والمتابعين للشأن السياسي أن السلطات المغربية استهانت بالاحتجاجات في مدينة الحسيمة والتي بدأت رقعتها بالاتساع، واعتبروا أن الدولة أخطأت عندما تجاهلت مطالب المحتجين في حين شعر الجميع بحدة هذه الاحتجاجات ومدى الاحتقان المتراكم لدى المتظاهرين، الشيء الذي دفع العديدين إلى التنبؤ بثورة عارمة أو بوادر ربيع عربي.
إن تحطم حاجز الخوف في قلوب أبناء الأمة الإسلامية من حكامهم الطواغيت المجرمين، يدل على أن الحياة عادت تدب في عروقهم، وهو خير عظيم، وحتى لا يكون فيه دخن وجب عدم وقوف سقف مطالب الناس في احتجاجاتهم عند حد بعض الإصلاحات الحياتية والاقتصادية التي لن تؤدي إلى أي تغيير أبدا، وإن حصل فسيكون تغييرا شكليا وليس تغييرا جوهريا، وسيكتشف الناس سريعا أنه ما كان سوى سراب أوهمهم حكامهم بأنه ماء زلال، ليلتفوا عليهم ويفضّوا احتجاجاتهم، فيتوقفوا عن محاسبتهم؛ لذلك فإن سقف المحاسبة يجب أن يرتفع إلى أعلى حد وهو المطالبة بالتغيير الجذري، بإسقاط النظام بكافة أجهزته ومؤسساته، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضه. وهذا ما ننصح به أهلنا المحتجين في المغرب، والمسلمين في كافة بلاد المسلمين.
بقلم: نذير بن صالح – تونس
رأيك في الموضوع