لن تكون خسارة معركة في حلب، رغم المرارة والحسرة على ضياع الصمود، لن تكون نهاية الثورة، بل هي بداية لثورة جديدة، تراجع فيها المواقف، وتحدد فيها الأهداف، ويُصحح فيها المسار، وتوضع الأمور في نصابها، فقد خبرتم يا أهل حلب بخاصة، وأهل الشام بعامة، الأثر المدمر للمال السياسي، وما فعل الداعمون بثورتكم، فإنكم عندما تحركتم، لم يكن تحرككم بدعم من دويلات الضرار العميلة، وإنما تحركتم نصرة للإسلام، وكان شعاركم (ما لنا غيرك يا الله)، فصمدت ثورتكم سنوات. وعندما رأت أمريكا صمودكم، وقوة عزيمتكم، حاولت احتواء ثورتكم، بحجة دعم الثوار، فدعموا بعض الفصائل بالمال والسلاح، وحرموا أخرى، من أجل إيجاد الفرقة بينكم، وقد كان لهم ما أرادوا. فما كانت حلب لتسقط لولا تخاذل بعض الفصائل، ذات الفصائل المدعومة من أعداء الأمة، حكام الجور والفسق والفجور.
فرسالتنا لكم أن ثورتكم بحاجة إلى نبذ كل القيادات المرتبطة بالعدو، وتقديم المخلصين لقيادتكم، ثم توحدوا تحت قيادة واحدة مخلصة، ما دام الهدف معلوماً، والغاية مرسومة؛ وهي خلع نظام المجرم بشار، وإقامة نظام الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والله ناصركم لا محالة، فهو القائل سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
أما رسالتنا للأمة الإسلامية، فإن واجبها أن تناصر إخواننا في حلب والشام، ليس بالدعاء فحسب، ولا بالوقفات الاحتجاجية، وغيرها من وسائل الضغط على حكام الضرار، وإنما بعمل جدي يطالبون فيه جيوش المسلمين، وهم أبناؤهم وإخوانهم بأن يتحركوا نصرة لإخوانهم استجابة لأمر الله تعالى القائل: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
أما قادة الجيوش، وضباطه في جميع بلاد المسلمين، فنقول لهم: أليس فيكم رجل رشيد، يعيد سيرة صلاح الدين، وقطز وبيبرس، فينتصر للإسلام، ويعيد الأمور إلى نصابها، فيفوز بخيري الدنيا والآخرة؟! ألستم من المسلمين الذين كلفهم الله بنصرة المستضعفين، حيث يقول جل شأنه: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾؟! فأنتم أهل القوة والمنعة، فمن لنصرة الأمة غيركم؟!! فأروا الله من أنفسكم خيراً.
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع