بعد فشل الأخضر الإبراهيمي المبعوث السابق للأمم المتحدة في احتواء ثورة الشام المباركة، وإعلان استقالته في الشهر الخامس من عام 2014م، زجت أمريكا بمبعوثها الجديد ستيفان دي مستورا؛ عله ينجح بما فشل به من سبقه من المبعوثين؛ في وضع حد لثورة الشام المباركة؛ التي أرقت الغرب الكافر؛ وعلى رأسهم أمريكا، فقام بعدة محاولات فاشلة؛ لم يكن آخرها تجميد القتال في حلب، الذي لاقى رفضا قاطعا من المسلمين في أرض الشام؛ رفضا يدل على وعي أهل الشام؛ على الدور الخبيث الذي يلعبه المبعوث الدولي دي مستورا؛ تحت مسمى مبادرات وشعارات براقة.
فبعد فشل مبادرته في تجميد القتال؛ ها هو الآن يسعى لذر الرماد في العيون عن طريق إيهام أهل الشام بأنه يعمل على إيجاد أرضية مشتركة بين النظام وما يسمى بالمعارضة؛ للدخول في مفاوضات جنيف3؛ تكون مبنية على أساس مقررات جنيف1، والكل يعلم أن نظام المجرم بشار وما يسمى المعارضة السورية المعتدلة وعلى رأسها الائتلاف؛ هم صنيعة أمريكا، فعن أية أرضية يتحدث؟، وهل مشكلة أمريكا في الثورة السورية هي مشكلة إيجاد أرضية بين المعارضة المعتدلة والنظام؟ أم أن مشكلة أمريكا تكمن في هذا التوجه العارم لثورة الشام في إقامة الخلافة على منهاج النبوة وتطبيق شرع الله، وفي عدم قدرتها على احتواء الفصائل التي تستطيع من خلالها السيطرة على الأرض، لذلك فإن جولاته ولقاءاته التي يجريها مع النظام وشخصيات المعارضة المعتدلة ما هي إلا محاولة لتضليل أهل الشام لأخذ الشرعية منهم والاستسلام بأنه لا حل إلا الحل السياسي، والاعتراف بمؤتمرات جنيف وما ينتج عنها من حلول تجهض ثورة الشام، والقبول بالتفاوض مع النظام المجرم على دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا، بعد أن يتم تشكيل الهيئة التفاوضية؛ التي تنتج عن مؤتمر الرياض المزمع عقده بعد شهر رمضان المبارك، وبهذا يكون قد عمل على جعل الحل السياسي على الطريقة الأمريكية هو الحل الوحيد أمام أهل الشام، وهذا ما صرح به حيث "قالت جيسي شاهين المتحدثة باسم الوسيط الأممي في بيان لوسائل الإعلام يشدد دي ميستورا على أن ثمة تفاهماً شاملاً على أن لا حل عسكرياً للمأساة السورية. إن حلاً سياسياً جامعاً يقوده السوريون هو أمر ملح. وحده حل مماثل يمكن أن يلبي طموحات الشعب السوري ويضع حداً للنزاع بشكل دائم".
ويكون قد هيأ الأوضاع لجولة ثالثة من جولات جنيف؛ التي يسعى الغرب من خلالها لاحتواء ثورة الشام، واستبدال عميل جديد بعميل آخر قديم.
يلعب دي مستورا في الوقت الضائع، فمرة يصرح بأن الأسد جزء من الحل؛ ومرة يدعو رئيس النظام السوري المجرم إلى الرحيل عن السلطة، مطالباً واشنطن بالضغط عسكرياً باتجاه تحقيق ذلك. ومرة يدعوه لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإلى وقف القصف بالبراميل؛ وإلى إيجاد طرق آمنة للمناطق المحاصرة، فمصير السفاح بشار هو الورقة التي تريد أمريكا أن تضغط بها على أهل الشام للقبول بالمشروع الأمريكي دولة مدنية ديمقراطية تفصل الدين عن الحياة يقودها عملاء جدد وتحميها مؤسسات عسكرية وأمنية مضمونة الولاء للغرب وأزلامه، وهكذا جاءت جولته الأخيرة في وقت يروج فيه الأمريكان لمشروع يتضمن بقاء الأسد في السلطة إلى حين إيجاد البديل المناسب، سياسيا يقود الثورة إلى أحضان الغرب؛ وعسكريا يسيطر على الأرض، لذلك يجب على أهل الشام أن يدركوا جيدا ما يخططه لهم الغرب الكافر؛ فالغرب لا تعنيه دماؤنا وأعراضنا، وإنما تعنيه مصالحه، وعلى هذا الأساس يضع المبادرات؛ ويعقد المؤتمرات؛ ويقترح الحلول، فيجب رفض كل المؤتمرات الخيانية من جنيف1 إلى جنيف2 إلى غيرها من المؤتمرات تحت أي مسمى كان، ورفض كل محاولة للتفاوض مع قاتل المسلمين؛ فدماء شهدائنا ليست للبيع، كما يجب أن نعمل على حل مشاكلنا بأنفسنا؛ وذلك بالتوحد والاعتصام بحبل الله المتين، والاعتماد على الله وحده، وطلب النصر منه وحده، فهو الناصر وهو المعين، والتوجه إلى عقر دار النظام في دمشق؛ وإسقاطه، وجعل الشام عقر دار الإسلام على أنقاضه.
بقلم: أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رأيك في الموضوع