إن الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، مهما تم تعديلها أو إصلاحها، فإنها لا تخرج من عباءة الغرب الكافر المستعمر ونظرته للمرأة، لأنها من إفرازاته، وهي سائرة في ركابه لا تستطيع الفكاك عنه، وهي أنظمة تطبق ما يفرض عليها، بغض النظر عن صحته، فلا يعتبرون بما حدث للمرأة في الغرب من ضياعها وتفكك أسرتها جراء ما أعطيت من حرية وتحرر، فيسوقون هذه النظرة المريضة التي أشقت المرأة الغربية نفسها. فهي نظرة تجعل من المرأة أداة للمتعة والاستمتاع، وتحقيق أكبر قدر للمنافع والأرباح المادية، حتى إذا زالت حقيقة هذه المنفعة وهذه المتعة أصبحت المرأة لا قيمة لها ولا وزن، ولا اعتبار حتى ارتفعت نسب الانتحار وانزوت المرأة في دور العجزة، بعد أن تستنفد كل قيمها المادية، وتعاني الاكتئاب والأمراض العضوية والنفسية، ناهيك عن أن هذه النظرة المادية للمرأة، لا تحسب للمجتمع أي حساب من الناحية الخلقية، أو اختلاف الأنساب أو المشاكل الاجتماعية أو اللقطاء، أو غير ذلك من آفات عظام تضرب جذور المجتمعات الغربية وتهزّ أركانها. هذا هو النظام الغربي الذي دفع الكثير من نساء الغرب لاعتناق الإسلام بسبب أحكامه العظيمة الخاصة بالمرأة، والمحافظة عليها ورفع شأنها، وقد شهد بهذه الحقيقة الكثير من نساء الغرب اللاتي أعلنّ إسلامهن.
إن نظام الحكم في الإسلام هو النموذج الوحيد الذي يصون حقوق المرأة، أما الأكاذيب والافتراءات حول الإسلام واضطهاده للمرأة فكل من أراد أن يجلّيها فها هو الإسلام أمامه، فليبحث إن وجد منها شيئا فليخبر العالم بصدق وأمانة. إن تطبيق الإسلام عملياً في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة سيكون له دور كبير في دحض الأكاذيب والأباطيل عن الإسلام وسيكون ذلك كفيلاً بأن يدخل الناس في دين الله أفواجاً.
رأيك في الموضوع