قال مسؤول قضائي مصري إن محكمة النقض المصرية أيدت أحكاما بالإعدام بحق 12 شخصا بينهم قيادات لجماعة "الإخوان المسلمون" المحظورة في مصر ضمن قضية اعتصام رابعة العدوية التي يعود تاريخها إلى عام 2013، وقال المسؤول إن "محكمة النقض أيدت اليوم إعدام 12 متهما من بينهم صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي وعصام العريان وعبد الرحمن البر"، مشيرا إلى انقضاء الدعوة بالنسبة للعريان لوفاته. كما "قررت تخفيف العقوبة لـ31 متهما من الإعدام إلى السجن مؤبد" (فرانس 14/6/2021)
صراع النظام المصري ورأسه هو صراع وجود مع الإسلام بوصفه عقيدة سياسية واختزلوا كل الحركات الإسلامية وكل العاملين للإسلام بل وحتى معارضيهم في صورة الإخوان في محاولات مستمرة لإرهاب العاملين لتطبيق الإسلام وتخويف الناس منهم ومن العمل معهم أو حتى من مجرد مخالطتهم، فصارت أحكام الإعدام في مصر وكأنها فصلت خصيصا للإسلاميين بوصفهم منتمين لجماعة الإخوان المحظورة وبوصفهم جزءاً من ثورة لم تكتمل فعلّق الثائرون فيها على أعواد المشانق.
هذا هو حال أنصاف الثورات التي تبقي على النظام وتقتلع رأسه فقط، يعلق الثائرون على أعواد المشانق ويصبح الخونة أبطالا ورموزا ويجنون كل ثمار الثورة التي تلقى كلها بين يدي السادة في الغرب، هذا ما حدث في مصر وما شهدناه منذ البدء وما حذرنا منه مرارا وتكرارا من اليوم الأول، فمجرد قبول الجلوس مع عسكر أمريكا وقبول إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية واستفتاءات على دساتير وتعديلات في ظلهم هو ما أعاد لهم شرعية أفقدتهم إياها الثورة ومكنتهم فيما بعد من إعادة تنظيم صفوفهم وترتيب أوراقهم لإعادة إنتاج النظام من جديد وبشكل أبشع من سابقه يضمن عدم تكرار ما حدث، ولعل هذا ما أشار إليه السيسي في أحد لقاءاته عام 2018 عندما قال "احذروا الكلام اللي كان اتعمل من سبع تمن سنين مش هيتكرر تاني في مصر" بمعنى أنه لن تكون هناك ثورة جديدة، وترجم هذا تعامله مع كل الحركات الإسلامية في مصر كونها هي وحدها القادرة على الحشد والتي تملك القدرة على التغيير ولديها مشروع حضاري وهو دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى وإن لم تعه جميع الحركات إلا أن قاسما مشتركا بينها يجعل وصولها لهذا المشروع الحضاري حتميا وهو نظرتها جميعا لوجوب تطبيق الشريعة وبشكل كامل ووجود حزب التحرير يقدم هذا المشروع الحضاري للأمة وبشكله الصحيح فكانت ضرباته وملاحقاته لكل الإسلاميين يقتل ويعتقل ويحاكم ويعدم...
فما يحدث في مصر عبرٌ وعظات لكل الثائرين ولكل المنتمين للحركات الإسلامية وخاصة إخواننا في حركة الإخوان وحماس تحديدا بعد ارتمائهم في أحضان السيسي وقبوله وسيطا للتفاوض مع كيان يهود وقبول إشرافه على الهدنة مع الكيان وقبول وجود رجاله لإعمار غزة وبناء ما هدمه فيها يهود، وكأنهم بحاجة لأموال ملوثة بدماء إخوانهم قتلى رابعة والنهضة وما سبقها وما تلاها حتى من تتدلى جثثهم من أعواد المشانق وآخرهم قادة يقفون في طابور الإعدام ينتظرون دورهم في صعود المنصة لتلون دماءهم أموال السيسي لإعمار غزة، إن إعمار غزة بدماء القتلة خيانة، وقبول وساطة القتلة خيانة، فضلا عن خيانة قبول التفاوض مع الكيان الغاصب أصلا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع