ذكرت وكالة الأنباء العالمية رويترز، (أن أربعة مصادر دبلوماسية غربية قالت إن الإمارات العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تقلص وجودها العسكري هناك بسبب التهديدات الأمنية الناتجة عن تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران).
ونحن هنا سوف نضع النقاط التالية لتتضح لنا قراءة أخبار الانسحاب:
أولا: الأعمال التي قامت بها الإمارات في اليمن في تشكيل تكتلات عسكرية:
1- منذ إعلان التحالف تحرير محافظه عدن عن طريق الإمارات شرعت الإمارات بتشكيل ما يسمى بقوات المقاومة الجنوبية ويقودها مجموعة قيادات محلية وقد اختارتهم ودربتهم بعناية، وعملت لهذه القوات مكاتب في عدن تأتمر بأمر الضباط الإماراتيين وتحركها القيادة الإماراتية، وهذه المكاتب هي التي تتولى الإدارة الفعلية لمدينة عدن ولأمنها.
2- فتحت الإمارات معسكرات لتجنيد الشباب لتشكل بهم قوات الحزام الأمني التي يقودها هاني بن بريك التي بدورها تولت جزءاً من مهام حفظ الأمن في عدن وحماية المداخل والمخارج.
3- شكلت قوات مكافحة (الإرهاب) بعدن التي يقودها يسران المقطري، عملت هذه القوات على إرعاب الناس وتقوم بمداهمات لبيوت المخالفين.
4- شكلت الحزام الأمني لمحافظة أبين ومحافظة لحج والضالع على غرار الحزام الموجود بمحافظة عدن.
5- شكلت قوات النخبة الحضرمية وحررت بهم ساحل محافظة حضرموت من أنصار الشريعة وبالتالي سيطرت بهم على مدينة المكلا والمناطق الساحلية المجاورة لها.
6- شكلت مؤخرا قوات النخبة الشبوانية لتستولي بهم على أجزاء من محافظة شبوة والمناطق النفطية في بلحاف الغنية بالثروات.
7- أنشأت قوات موالية لها أواخر 2017، ونصّبت طارق محمد عبد الله صالح قائدا لها، وتمركزت تلك الألوية في الساحل الغربي للبلاد.
ثانيا: الأعمال التي قامت بها الإمارات للسيطرة على مؤسسات الدولة:
1- استولت الإمارات على مراكز حيوية في الدولة وعلى دوائر حكومية وعلى معسكرات عن طريق هذه المجاميع المسلحة وعلى مداخل ومخارج المدن والمحافظات الجنوبية فلا يستطيع أحد دخول هذه المدن إلا بموافقة القوات التابعة للإمارات حيث يخضع المسافرون لتفتيش دقيق من هذه القوات.
2- قامت بأعمال وزارة الأوقاف وركزت على المساجد، فكانت تعزل الخطباء المعارضين لها عن طريق هاني بن بريك وتعين التيار السلفي الموالي لها.
3- مارست اغتيالات في حق المعارضين لها من مشايخ ووجهاء وضباط وشخصيات مجتمعية وقادة أحزاب وخطباء بشكل مخيف وجنوني.
4- أجبرت أهالي القيادات الأمنية وقادة الألوية التابعين لها للإقامة الجبرية في الإمارات مثل هاني بن بريك قائد قوات الحزام الأمني، وعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، وبسام المحضار أحد القيادات العسكرية المهمة في عدن والساحل الغربي، ويسران المقطري قائد قوات مكافحة (الإرهاب) وغيرهم، وبالتالي ضمنت ولاء هؤلاء الخالص فقد أصبح أهاليهم بمثابة رهائن عندها.
5- سيطرت الإمارات على مطار عدن الدولي، ومطار الريان ودائرة أمن عدن، وميناء عدن ومصافي عدن.
6- وهنا النقطة الأهم وهو احتوائها للمجلس الانتقالي كمكون سياسي يحمل القضية الجنوبية بقيادة عيدروس قاسم الزبيدي محافظ سابق لمحافظة عدن، وهاني بن بريك وزير سابق لعبد ربه منصور، وأحمد سعيد بن بريك محافظ سابق لمحافظة حضرموت.
والخلاصة:
- إن الإمارات بكل هذه الأعمال التي قامت بها أصبحت عن طريق هذه المجاميع والأعمال هي الحاكم الفعلي وهي تمثل أداة الإنجليز الخبيثة.
- تعمل الإمارات على دعم مكون المجلس الانتقالي لتجعله المكون الرئيسي الذي تتعامل معه كونه يحمل القضية الجنوبية التي هي هوى لكثير من أهالي المناطق الجنوبية، فتحركات المجلس الانتقالي في شبوة وسقطرى وحضرموت وغيرها هو لاكتمال الدور المرسوم للمجلس الانتقالي لتمثيل جنوب اليمن.
فتدعم الإمارات هجمات المجلس الانتقالي بالآليات العسكرية وبطائرات الأباتشي، وبالتالي تقطع الطريق أمام أمريكا التي تدعم في الجنوب بواسطة حراك باعوم والسعودية، فالمجلس الانتقالي الجنوبي يقوم بالزيارات الخارجية للدول الكبرى أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها وكذلك يقوم بالزيارات الداخلية للدوائر الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والتجمعات الفنية والشبابية والأندية الرياضية والأحزاب السياسية ومشايخ القبائل في جنوب اليمن لتعزيز التمثيل السياسي الداخلي له في ظل غياب حزب المؤتمر والإصلاح، فيقوم بأعمال رئيس البلد ومجلس الوزراء.
- أما موضوع القتال بين عملاء الإنجليز في شبوة والمظاهرات في سقطرى ضد قوات علي محسن الأحمر وقيادات حزب الإصلاح فهي لقطع الطريق أمام عملاء أمريكا ولرفع شعبية المجلس الانتقالي وتسليمه المناطق الجنوبية إذا فكرت بريطانيا بسحب القوات الإماراتية.
- فإذا سحبت الإمارات دباباتها ومدرعاتها التي كانت تتمركز في ميناء عدن أو من الساحل الغربي، فهي قد أسست مجاميع تقوم مقامها وخدمت الإنجليز خدمات عظيمة، فلا يزال ميناء عدن تحت سيطرة الإمارات ويتمركز الإماراتيون في ميناء المخا (غرب) الذي حولوه إلى قاعدة عسكرية، ومعسكر البريقة غربي عدن، ومقر شركة الغاز في ميناء بلحاف (جنوب شرق)، وفي مدينة المكلا مطار الريان وميناء الضبة بمحافظة حضرموت، وقد ذكرت الـبي بي سي أن مصدرا عسكريا في الحكومة اليمنية، قال إن الإمارات سحبت جزءا من معداتها، في مناطق لا تمثل لها حضورا محوريا، مثل سحب منظومة الدفاع الجوية "باتريوت" من منطقة صرواح غرب مأرب.
في المدى المنظور فالعملية لا تعدو كونها إعادة تموضع للقيام بأدوار معينة أو تسليم لمن دربتهم وأوجدتهم ليستلموا العمل وتقوم هي بأدوار أخرى.
وإذا كانت هناك ضغوط وأسباب إقليمية مربوطة بالتوتر الدائر في الخليج، وطائرات الحوثيين المسيرة التي يستهدفون بها مطارات السعودية وأعلنوا أن لديهم 300 هدف في السعودية والإمارات، وجعلت الإمارات تعلن انسحابها عسكريا من اليمن، فإن هذا الانسحاب هو انسحاب شكلي بسبب كفاءة وجاهزية القوات المحلية التابعة للإمارات - البريطانية المولد والمنشأ - بقيادة الانتقالي.
إن هذا الصراع وهؤلاء الضحايا من أبناء المسلمين في اليمن وغيرها وجد بسبب حكام خونة، وإننا ننتظر وقفة أنصارية من أهل القوة والمنعة يجددون بها سيرة الأنصار الأوائل الذين نصروا رسول الله e وينصروا حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، ونعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة.
بقلم: المهندس علي بلسود – اليمن
رأيك في الموضوع