تلقى الحوثيون صفعة سياسية قوية من بريطانيا وعملائها عند انعقاد مجلس النواب في سيئون في يوم السبت الموافق 13/04/2019م الساعة العاشرة صباحا بعد أن توقف 4 سنوات بسبب الحرب وذلك منذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014م، وقد بلغ عدد الحضور في المجلس 118 عضوا، وقد رحبت بريطانيا بذلك مؤكدة أن انتخاب رئيس ونواب للبرلمان يمثل خطوة إيجابية مهمة، كما أكد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون أن انعقاد البرلمان في سيئون يعتبر نجاحا بعد وقت طويل من التوقف مؤكدا أن (البرلمان جزء مهم من مؤسسات الدولة، وأعتقد أن الاجتماع مهم جدا، وكان هناك اتفاق بالإجماع على تعيين سلطان البركاني رئيسا و3 نواب، هذا أمر إيجابي) صحيفة الشرق الأوسط. كما هنأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن غريفيث في رسالة بعث بها إلى الرئيس هادي وأعضاء البرلمان المشاركين في الجلسة البرلمانية بمدينة سيئون شرق اليمن بانعقاد المجلس، وهو ما أغاظ الحوثيون ليوجهوا لغريفيث اتهامات مباشرة بتنفيذ خطة بلاده في اليمن عبر الأمم المتحدة. أما أمريكا التي كان يتوقع منها أنها تعارض انعقاد المجلس في سيئون فقد كان موقفها هو الاعتراف به وتأييده؛ فقد عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أوتاغوس عن دعم الإدارة الأمريكية الكامل للبرلمانيين اليمنيين معتبرة انعقاد المجلس (خطوة مهمة من الحكومة الشرعية في سبيل إعادة تنشيط مؤسسات الحكومة الشرعية واستئناف التقدم في تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واستكمال الانتقال السلمي للسلطة كما عبرت عنه مبادرة مجلس التعاون الخليجي).
لقد كان الحوثيون يعولون عليه لإضفاء الشرعية عليهم باعتبار مجلس النواب واقعاً تحت سيطرتهم في العاصمة صنعاء والذين أجروا لمقاعده الشاغرة انتخابات تكميلية في نفس يوم انعقاد مجلس النواب في سيئون مما جعلهم يدركون أن بريطانيا هي عدوهم الأول متهمين المبعوث الأممي بعدم الحيادية وتنفيذ أجندة بلاده عبر الأمم المتحدة، أما أمريكا فلم تعارض انعقاد مجلس النواب في سيئون لحفظ ماء وجه السعودية التي تنفذ أجندتها في المنطقة ومنها اليمن، وليكون ذلك مبررا لاستمرار الحرب في اليمن حتى يتم تثبيت الحوثيين في الحكم ومشاركة الإمارات في حكم الجنوب أو إزاحتها منه أو إيجاد القلاقل لها على أقل تقدير حتى تقبل بمشاركتها في حكم الجنوب ونهب ثرواته.
إلا أن توافق موقفي أمريكا وبريطانيا من انعقاد مجلس النواب في سيئون لا يعني توقف الصراع بينهما، فها هي أمريكا تضغط على الإنجليز والإمارات بإفساح المجال لمشاركة السعودية في حكم الجنوب لصالحها ورفض انفراد الإمارات بذلك، وها هم الحوثيون يخترقون صفوف المقاومة في الضالع مركز القوة في الجنوب ويتمكنون من اقتحام بعض مواقعها بسهولة ويسر وبدون أي مشقة تذكر، مما جعل اللواء 33 في قعطبة يسلم نفسه بكامل أفراده وعتاده وعدته للحوثيين، وهم في تقدم صوب المناطق في الجنوب كلحج التي قد يؤدي سقوطها بالكامل إلى سقوط عدن، وهذه صفعة عسكرية قوية في الميدان يتلقاها الإنجليز وعملاؤهم المدعومون من الإمارات، علاوة على أن الحوثيين يهدفون من إشعال الجبهات الحدودية بين الشمال والجنوب لتخفيف الضغط عن مدينة الحديدة وجعل القوات الجنوبية التي تشارك هناك - مدعومة من الإمارات - تتراجع لحماية مناطق حدودية في جنوب اليمن كالضالع ويافع وغيرها... فالصراع الإنجلوأمريكي لا يكاد يتوقف وإن خفت حدته أحيانا.
أما في محافظة تعز فقد تلقت الإمارات ضربة قوية من السعودية التي تدعم شرعية هادي حيث تسعى الإمارات إلى أن يكون لها موطئ قدم فيها عن طريق كتائب أبو العباس، حيث إن الإمارات تحارب الإخوان المسلمين وتُحلّ مكانهم بعض (السلفيين) الموالين لها، ولا يستبعد أن تكون السعودية هي من ضغطت على الرئيس هادي بأن يعمل لإخراج كتائب أبو العباس من مدينة تعز بعد معارك بين الحملة الأمنية المكلفة بإخراجهم وبين هذه الكتائب لعدة أيام، حيث انتهى الأمر بإجبار كتائب أبو العباس على الخروج من المدينة، إن الإمارات تدرك أن هادي وإن كان عميلاً للإنجليز إلا أنه واقع تحت سيطرة السعودية وكذلك قيادات الإخوان الذين يوجد معظمهم هناك والذين جعلتهم الإمارات باستهدافها لهم ومحاربتها إياهم يرتمون حتماً في حضن السعودية، فالإمارات تريد أن تعيد طارق عفاش وأحمد علي نجل الرئيس علي صالح إلى الحكم وهو ما ترفضه السعودية حتى الآن تحقيقاً لمصالح أمريكا في اليمن.
يا أهل اليمن، يا أحفاد أنصار الرسالة، ويا أهل الإيمان والبسالة... إلى متى يستمر الكافر المستعمر وعملاؤه بالعبث في بلادكم ونهب ثرواتكم وسفك دمائكم وإجباركم على الاحتكام إلى قوانينهم الوضعية الفاسدة التي سببت شقاءكم وضنك عيشكم والتي منعتكم من الاحتكام لشريعة ربكم والسير على منهاج نبيكم؟! فاعملوا مع حزب التحرير ورصوا خلفه صفوفكم للعمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ففيها نهضتكم وعزتكم، وبها تعودون خير أمة أخرجت للناس كما كان أجدادكم من قبل، وإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم.
بقلم: الأستاذ شايف الشرادي – اليمن
رأيك في الموضوع