إن تبعية الإمارات للإنجليز حقيقة لا يستطيع إنكارها إلا مكابر، فقد استعمرت بريطانيا دول الخليج وصنعتها على عين بصيرة وكانت قيادة دول الخليج بيد السعودية عندما كان حكامها عملاء لبريطانيا. وعندما سار سعود مع أمريكا بدأ الصراع في السعودية على النفوذ بين أمريكا وبريطانيا. حتى قام سلمان بانقلابه الأبيض على عملاء الإنجليز فنقلت بريطانيا قيادة دول الخليج إلى الإمارات فقد أعدتها لذلك الدور منذ زمن تحسباً لذهاب نفوذها أو تقلصه في السعودية بسبب مزاحمة أمريكا لها على النفوذ فيها. منذ سير الملك سعود مع أمريكا والإمارات عميلة للإنجليز وتابعة لهم فهي تحكم بقوانينهم الوضعية وتنفذ مخططاتهم وتحارب خصومهم وتحرس مصالحهم وتفزع إليهم وقت الخطر. وبريطانيا في المقابل تحميهم وتدافع عنهم، فعند زيارة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لدول الخليج العام الماضي قالت (إن أمن دول الخليج من أمن بريطانيا) وهو تهديد لأمريكا عندما زادت ضغوطاتها على قطر والإمارات.
الإمارات ذراع بريطانيا في اليمن
عندما انطلقت عاصفة الحزم المشؤومة في 26/3/2015م بأوامر أمريكا لإزاحة عملاء الإنجليز وتثبيت الحوثي مكانهم وإضفاء الشرعية عليه، فلحقت الإمارات بتوجيه من بريطانيا بقطار التحالف الذي تقوده السعودية الموالية لأمريكا والساعية لتثبيت الحوثيين في الحكم لتكون الممسكة بملف اليمن لإخراج إيران منها بموافقة أمريكا مقابل تنفيذ أجندتها. فقامت الإمارات بملاحقة الحوثيين وتوجيه ضرباتها إليهم فوقفت لها أمريكا بالمرصاد وحجمت طلعاتها الجوية. فأوعزت لها بريطانيا باستعمار الجنوب والسيطرة الكاملة عليه. مما جعل عبد الملك الحوثي يشير في كلمته بعد سقوط عدن بيد الإمارات عام 2015م أنها تسعى لإعادة استعمار بريطانيا للجنوب. (المسيرة). ثم قامت الإمارات بتنفيذ أجندة بريطانيا في جنوب اليمن وذلك بالسيطرة الكاملة عليه وإنشاء المعسكرات والقواعد العسكرية المهمة وأهمها حول باب المندب الذي يعتبر من أهم الممرات العالمية. فقد سيطرت على أرخبيل سوقطرة الاستراتيجي الواقع جنوب عدن أمام المضيق. كما سيطرت على جزيرة ميون الواقعة في فوهة المضيق. وقامت بنشر 400 جندي إماراتي في ميناء المخاء القريب من المضيق وتحويله إلى قاعدة إمدادات عسكرية بحرية رئيسية لخدمة الوجود العسكري الإماراتي في كل أنحاء اليمن لكي تعيد نفوذ بريطانيا من جديد. كما أنشأت حزاما أمنيا محكما حول مدينة عدن ومطارها لإحكام السيطرة عليها. كما قامت الإمارات بإنشاء مليشيات مسلحة في الجنوب كمليشيات المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي ذي التوجه الانفصالي في الظاهر، ومليشيات الحزام الأمني بقيادة هاني بن بريك ذي التوجه السلفي، كما أنشأت مليشيات جيش الشمال المعروفة بألوية حراس الجمهورية بقيادة طارق محمد عبد الله صالح.
الإمارات والسجون
ما كادت الإمارات تضع أقدامها في الجنوب حتى أوجدت السجون السرية التي تقوم بتعذيب الخصوم والمناوئين لسياستها الاستعمارية الخبيثة التي تنفذ أجندة بريطانيا. فقد أكدت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية في تحقيق صحفي وجود 18 سجناً سرياً تديرها الإمارات وحلفاؤها جنوب اليمن، وإن ما يقرب من 2000 يمني اختفوا في السجون حيث كانت أساليب التعذيب القاسية هي القاعدة الرئيسية بما في ذلك أسلوب (الشواء) حيث يتم ربط الضحية بعمود ويقلب على النار بشكل دائري مثل الشواء. كما أوضحت الوكالة أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) دعت إلى التحقيق في عمليات التعذيب بسجون الإمارات باليمن وقال تقرير أعده فريق من الخبراء في الأمم المتحدة في شهر كانون الثاني/يناير إن قوات الإمارات في اليمن هي المسؤولة عن أعمال التعذيب التي شملت الضرب والصعق والكهرباء والحرمان من العلاج الطبي والعنف الجنسي. كما وثقت منظمة العفو الدولية (أمنستي) انتهاكات صارخة ترتكب بشكل ممنهج بلا محاسبة تصل إلى مصاف جرائم الحرب في السجون السرية التي تشرف عليها دولة الإمارات في جنوب اليمن. كما طالب وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري الإمارات بإغلاق سجونها في بلاده وإخضاعها للقضاء بالتزامن مع تظاهر أمهات المختطفين والمعتقلين قسراً أمام منزل الميسري في عدن للكشف عن مصير أبنائهن وسرعة الإفراج عنهم. وجاءت هذه الدعوة أثناء استقبال الميسري وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي في قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن في بداية الأسبوع الماضي. (الجزيرة + وكالات). كما أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان ليز ثروكسيل في تصريح لوكالة الأناضول قبل أيام أن الإمارات تدير سجوناً سرية في اليمن.
احتدام الصراع على الحديدة
لقد احتدم الصراع في الأيام الماضية بين أمريكا والحوثيين من جهة وبين بريطانيا والإمارات وأتباعها من جهة ثانية. فقد استعرت الحرب وتصاعد لهيبها. فالإمارات بدعم من بريطانيا وأوروبا تصر بشدة على انتزاع الحديدة ومينائها من يد الحوثيين وتتجاهل محاولة منع أمريكا لها من اقتحامها بتظاهرها الكاذب بالحفاظ على المدنيين والميناء فأمريكا تذرف دموع التماسيح على المدنيين ولكنها في الشام تعطي الأوامر لروسيا وإيران والنظام بالقيام بالمجازر لإخضاع أهلها لحلولها التي يرفضونها. وفي المقابل نجد استماتة الحوثيين في الدفاع عنها فهي الرئة التي يتنفسون بها. والدول الأوروبية تدافع عن معركة الحديدة وأنها شرعية تستمد شرعيتها من الحكومة الشرعية، فقد أطلق طارق صالح بياناً أكد فيه تبعيته للتحالف وأنه يقاتل تحت إمرة هادي. إلا أن ضغوطات أمريكا جعلت الإمارات توقف الحرب في الحديدة وتنسحب من المطار ولكنها سيطرت بالكامل على التحيتا، وبذلك قطعت الإمداد على الحوثيين من عدة جهات فالتحيتا تربط بين محافظات عدة منها إب وذمار...
الخلافة هي العلاج الصحيح لمشاكل اليمن والعالم
إن استمرار الصراع يسبب الشقاء لأهل اليمن ويعرضهم لغضب الله تعالى، فقد أوجب الله عليهم أن يحلوا كل مشاكل حياتهم بالإسلام وحرم عليهم الاحتكام لغيره مطلقاً...
إن الحل لكل مشاكل اليمن والعالم هو العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي سبيل عزتهم ونهضتهم وعودتهم خير أمة أخرجت للناس؛ تنتزع زمام المبادرة من الدول الرأسمالية وتخرج العالم من ظلماتها إلى نور الإسلام وعدله...
بقلم: الأستاذ شايف الشرادي – اليمن
رأيك في الموضوع