(مترجم)
وَفْقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي أن ترامب صرح: "لقد طردت رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) لأنه كان مجنوناً، وهو حقاً عمل جنوني" وأضاف: "لقد واجهت ضغوطاً كبيرة بسبب روسيا". إن هذه الكلمات غريبة من رئيس أمريكي ليقولها لوزير الخارجية الروسي والسفير الروسي في أمريكا بعد يوم واحد من طرد رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية.
إن أمريكا واقعة حاليا في أزمة قد تؤدي إلى إنهاء رئاسة ترامب، فنوادي القمار تعقد الرهانات حول كيفية انتهاء رئاسته. إن إدارة ترامب واقعة في فضيحة فهي تفتقر إلى القوى البشرية وقد هزتها عمليات الفصل الجماعي والاستقالات، كما أن شخصية ترامب المتهورة والمتغيرة تضيف الفوضى والارتباك. وبكون ترامب رئيساً فإن العديد من المناصب العليا في إدارته شاغرة، لذا فلن يستطيع البيت الأبيض أن يعمل بكفاءة، فترامب يخسر الناس بسهولة. وكان آخر الشخصيات البارزة التي رحلت هي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (جيمس كومي) حيث طرده ترامب فجأة في التاسع من أيار/مايو الجاري، وَوَفْقًا لما ذكره السناتور ريتشارد دوربين كان ذلك بعد أيام فقط من طلب كومي المزيد من المال والموظفين لتوسيع مكتب التحقيقات الفيدرالية عقب فضيحة التدخل الروسي لمساعدة ترامب للفوز في الانتخابات.
يعد التحقيق الذي قام به مكتب التحقيقات الفيدرالية هو أحد التحقيقات الثلاثة التي أجرتها أمريكا في علاقات ترامب مع روسيا. ويقود الآخريْن مجلس النواب ومجلس الشيوخ اللذان تسيطر عليهما غالبية الحزب الجمهوري، ولا يمكن ضمان دعم الحزب الجمهوري لترامب في الكونجرس، ومن بين أمور أخرى فإن انتخابات الكونجرس ستتم في العام المقبل وشعبية ترامب تنخفض يوماً بعد يوم، الأمر الذي يشكل تهديداً على الغالبية. في 18 أيار/مايو أعلن النائب جيسون شافيتز أنه سيستقيل من الكونجرس الشهر المقبل ولكن الكثيرين يشككون في توقيت إعلانه لذلك، فقد أعلن بأنه سيغادر الكونجرس بعد يوم من نشره على تويتر أنه دعا مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق جيمس كومي للإدلاء بشهادته الأسبوع المقبل في جلسة استماع للجنة المراقبة التي يرأسها للتحقيق في طرد ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالية وللتحقيق في علاقات الحملة الرئاسية مع روسيا. وقد تعهد شافيتز بالحصول على المذكرات التي كتبها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق جيمس كومي، حيث كتب عن اجتماعه مع ترامب، ووفقاً لمؤيدي كومي فإن الرئيس ضغط على كومي لإغلاق مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. ترامب اضطر لطرد فلين في 13 شباط/فبراير بسبب الدعاية السيئة حول صلته بالروس خلال الانتخابات في الفترة الانتقالية للرئاسة والتي كذب فلين بشأنها.
كما تعرضت وزارة العدل لتدخلات ذات دوافع سياسية؛ أولا: فصل ترامب سالي بيتس من منصبها كنائبة عامة في 30 كانون الثاني/يناير الماضي بعد أن رفضت تأييد حظر ترامب للهجرة من سبعة بلاد إسلامية. واتهمها البيت الأبيض بأنها "خانت وزارة العدل برفضها فرض نظام قانوني يهدف إلى حماية رعايا أمريكا". إلا أنها كشفت في وقت سابق من هذا الشهر في اجتماع لجنة القضاء بمجلس الشيوخ أنها حذرت مراراً البيت الأبيض وقبل أيام من فصل ترامب لها بأن مستشار الأمن القومي مايكل فلين كان يخدع البيت الأبيض. بعد ذلك أجبر المحامي الأمريكي بريت بهارارا على الاستقالة في 11 آذار/مارس، ووفقاً للنائبة إيليا كامينغزر فإن ذلك كان بعد ثلاثة أيام من كتابة مجموعة من المنظمات المراقبة للأخلاقيات رسالة تطلب فيها من بهارارا التحقيق فيما إذا كانت شركات عائلة ترامب تتلقى منافع مالية من حكومات أجنبية.
يفتقر ترامب إلى الدعم الكبير من الرأسماليين الذين يمولون الحزب الجمهوري ويشعر بالعزلة، فلم يدعمه من الجمهوريين سوى المرشحين الرئاسيين وفي مرحلة متأخرة عندما كانوا يعتقدون بأنه يمكن أن يفوز في الانتخابات بالتصويت الشعبي. وبعيداً عن الملياردير روبرت ميرسر فإن الممولين الرئيسيين الآخرين مثل الإخوة كوخ يستغلون ببساطة ضعف ترامب السياسي لإجباره على الإصلاحات الضريبية التي يرغبون بها في أسرع وقت ممكن قبل انتخابات العام المقبل. ومع اقتراب هذه الانتخابات ستزداد الصعوبات على ترامب وسيتعين على حزبه اتخاذ قرارات صعبة وإلا سيفقدون الأغلبية في الكونجرس، ومع ذلك وَوَفْقًا لطوني شوارتز المؤلف الحقيقي لكتاب ترامب: كتاب "فن عقد الصفقات" فإن شخصية ترامب تبين أنه سيستقيل قبل أن تتم إزالته من منصبه وسيعتبر ذلك انتصاراً له.
رأيك في الموضوع