ذكر زامير كابولوف، المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان، لوكالة أنباء إنترفاكس أن موسكو قد اتصلت بطالبان من أجل التعاون ضد قتال تنظيم الدولة. وأضاف أن روسيا وطالبان لديهم مصلحة مشتركة ضد تنظيم الدولة. وقال أيضا أن روسيا وطالبان فتحتا قنوات اتصال لتبادل المعلومات بينهما. وفي رد فعل على ذلك، قالت وزارة الدفاع الأفغانية، يوم الخميس 24/12/2015، إن مثل هذه العلاقة مع طالبان غير مقبولة. وذكرت طالبان من خلال بيان صحفي لها، أنها من أجل إنهاء الاستعمار الأمريكي، قد اتصلت بعدة بلدان، وستواصل القيام بذلك في المستقبل لأن ذلك من حقوقها المشروعة. غير أن طالبان قالت أنه فيما يسمى مكافحةتنظيم الدولة، فإنها لا تحتاج إلى دعم من أي دولة كما أنها لم تقم بالاتصال بأي شخص أو التحدث إلى أي شخص. وهذه هي المرة الأولى التي يناقش دبلوماسي روسي رفيع المستوى علاقة روسيا مع طالبان رسميا.
وعلى الرغم أنه من الواضح للجميع أن أمريكا لم تقم بغزو أفغانستان لمجرد محاربة "الإرهاب"، بل إن الهدف هو ضمان وجودها العسكري على المدى الطويل في هذا الموقع الاستراتيجي. ومن أجل ضمان ذلك فقد وقعت اتفاقيات أمنية واستراتيجية ثنائية مع الحكومة العميلة في أفغانستان. ومن الواضح أيضا للجميع أن الجيش الأمريكي ليس هنا للنوم في هذه القواعد العسكرية، لكنه هنا لمتابعة أهداف أمريكا الاستراتيجية تدريجيا لدعم وتوسيع هيمنتها العالمية، واستغلال الثروات المعدنية الموجودة. أحد هذه الأهداف الاستراتيجية الأمريكية هو تطويق روسيا والهدف الآخر هو استغلال الموارد الهيدروكربونية في بحر قزوين.
لذلك كان الهدف الرئيسي لأمريكا في أفغانستان حتى عام 2014 هو الحصول على قواعد عسكرية دائمة، ومن ناحية أخرى، فإن أمريكا قد حققت أهدافها الرئيسية في أفغانستان وتريد الآن متابعة تحقيق أهدافها الإقليمية. ومن أجل تحقيق هذا، تستخدم أمريكا الأنظمة والحكومات العميلة في كل من أفغانستان وباكستان لتسهيل وتنسيق الجماعات المسلحة، مثل الفرع الباكستاني الأفغاني لتنظيم الدولة، في المناطق التي تعاني من الصراع في أفغانستان ومن ثم تمديده لزعزعة استقرار دول آسيا الوسطى.
وقد استوعبت روسيا أيضا نية أمريكا بدقة، وفيما يتعلق بهذه المسألة فإن السياسة الخارجية الروسية يقظة جدا. فقد ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس، أنه في 17 أيار/مايو وبناء على تعليمات من معصوم ستانيكزاي، وزير دفاع أفغانستان المؤقت، وحنيف أتمار، مستشار الرئيس للأمن القومي، أنزلت طائرات هليكوبتر مقاتلي تنظيم الدولة على طول الحدود بين طاجيكستان وتركمانستان. وأضافت وكالة الأنباء أن طائرة هليكوبتر مليئة بالأسلحة هبطت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر في مقاطعة بالا مورغاب في إقليم بادغيس لتزويد مقاتلي تنظيم الدولة بالأسلحة. وعلاوة على ذلك، فقد اتهم أيضا ظاهر قدير، نائب رئيس "برلمان أفغانستان"، حنيف أتمار بدعم تنظيم الدولة عدة مرات. وذهب قدير إلى أبعد من ذلك وتحدى الحكومة في جلسة البرلمان العامة ممسكا في يده قرصاً مضغوطاً وهو يقول: أنه إذا كشف الأسرار، فإن الحكومة الحالية سوف تسقط. وبعد ذلك في 22 كانون الأول/ديسمبر، ذكر زامير كابولوف للصحافة: "تحاول داعش جلب طالبان تحت السيطرة. ويجري نقل مقاتلي داعش من أوروبا الشرقية إلى المحافظات الشمالية من خلال طائرات هليكوبتر من طراز شينوك، التي لا يمتلكها جيش أفغانستان. وتستهدف طائرات بدون طيار أيضا أعضاء طالبان الذين لا يتعاونون مع داعش، ولكن عناصر طالبان الذين يتعاونون مع داعش لا يواجهون أية مشاكل". وفي مؤتمر شنغهاي استدعى رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف عبد الله عبد الله إلى موسكو لتوضيح ادعاءات بعض المسؤولين في الحكومة حول دعم وزارة الدفاع الأفغانية ومستشار الأمن القومي مقاتلي تنظيم الدولة للوصول إلى آسيا الوسطى. وقال عبد الله عبد الله إنه سيتوجه قريبا إلى روسيا لتطمين موسكو أنه لا يوجد تهديد مباشر من أفغانستان إلى روسيا.
وأخيرا يمكننا القول بأن وجود تنظيم الدولة في هذه المنطقة هو نتيجة لتنفيذ الحكومات الخائنة والخاضعة في أفغانستان وباكستان للخطط الأمريكية وممارسة الضغط على طالبان. مثل هذا المسعى قد أبعدسابقا مجموعة كبيرة من طالبان إلى أحضان إيران، والآن تدعي روسيا أنها تعمل جنبا إلى جنب مع طالبان للقتال ضد تنظيم الدولة.
رأيك في الموضوع