وجه حكام السعودية الدعوة لأطياف المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري لحضور مؤتمر يعقد في الرياض يومي 9 و10 كانون الأول/ديسمبر 2015، وممن تم توجيه الدعوة لهم الائتلاف وهيئة التنسيق صنيعة أمريكا وبعض أعضاء مؤتمر القاهرة وشخصيات مستقلة أمثال الجربا والخطيب ولؤي حسين وهيثم رحمة ممثل هيئة حماية المدنيين ووزير الداخلية في الحكومة المؤقتة العميد عوض أحمد العلي وغيرهم ممن هم شخصيات معروفة مرجعيتهم وأفكارهم، ودعي كذلك ممثل عن المجلس الإسلامي وهو الشيخ أسامة الرفاعي، كما دعي 15 من قادة الفصائل المسلحة وهم بيت القصيد. إن أمريكا وأتباعها حكام السعودية يريدون من هؤلاء أن يوافقوا ويوقعوا على الحل السياسي الذي رسمته أمريكا، أما الآخرون فقد ضمنتهم أمريكا منذ زمن طويل ولا مشكلة معهم.
الفصائل المدعوة هي:
جبهة الأصالة والتنمية وقائدها إياد محمد شمسي، والفرقة الأولى الساحلية وقائدها بشار ملا، والفرقة الثانية الساحلية وقائدها محمد حاج علي، وصقور جبل الزاوية وقائدها حسن حاج علي، وتجمع صقور الغاب محمد منصور، وفيلق الشام فضل الله الحجي، إضافة إلى ممثل جيش المجاهدين وخمسة من الجبهة الجنوبية في الجيش الحر وممثل عن جيش الإسلام وأجناد الشام وقيادي من حمص إضافة إلى ممثلين عن حركة أحرار الشام.
وكان نص الدعوة (أنه انطلاقا من دعم المملكة السعودية لحل الأزمة السورية سياسيا واستنادا إلى البيان الصادر عن مؤتمر فينا2 للمجموعة الدولية لدعم سوريا المنعقد بتاريخ 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وما نص عليه من حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية وذلك للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان جنيف1 2012م، واستجابة لطلب غالبية أعضاء مجموعة فينا2 من المملكة باستضافة مؤتمر للمعارضة السورية، إضافة إلى رغبة المعارضة السورية بمختلف شرائحها، بناء على ذلك فقد وجهت المملكة الدعوة لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض في يومي 9 و10 كانون الأول/ديسمبر 2015م، وقد تم توجيه الدعوات بناء على التشاور مع معظم الشركاء في الأطراف الدولية الفاعلة ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا) انتهى.
وقد تبنى قادة الفصائل في اجتماع تمهيدي قبل انعقاد مؤتمر الرياض وثيقة من مبادئ هي:
(إسقاط الأسد وكافة أركان نظامه وتقديمهم للمحاكمة العادلة وتفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية وبناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية نزيهة مع المحافظة على المؤسسات الأخرى وخروج القوى الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا ممثلة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله وميليشيا أبي فضل العباس وتنظيم داعش، الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا واستقلالها وسيادتها وهوية شعبها ورفض المحاصصة السياسية والطائفية) انتهى.
وإذا عدنا إلى مقررات فينا2 وجنيف1 فقد قررت قوى الشر العالمية بقيادة أمريكا وأشياعها وأتباعها أن الدولة القادمة في أرض الشام بعد رحيل نظام الأسد هي دولة علمانية تعددية ديمقراطية ترفض الإرهاب وتحاربه.
يا أهل الشام عقر دار الإسلام
إن رأس الكفر أمريكا تمكر بكم مكر الليل والنهار لتكسر إرادتكم وتحرف مسار ثورتكم المباركة إلى مسار لا يرضي الله ورسوله فعمدت إلى التحالف مع الروس المجرمين للقضاء على ثورتكم عسكريا وذلك بعد أن فشلت كل قوى الغدر التي استعانت بها من قبل من أمثال حزب إيران في لبنان والمليشيات الطائفية العراقية والإيرانية وغيرها، وسارت بموازاة الحملة العسكرية مع حليفتها روسيا بحملة سياسية عقدت من أجلها هذا المؤتمر ليخرج منه من يفاوض نظام الأسد المجرم وعميلها بشار خلال مدة 6 أشهر ثم الدخول إلى مرحلة انتقالية مدتها 18 شهراً يصاغ فيها دستور علماني لبلاد الشام وتنتخب حكومة ديمقراطية تحارب الإسلام.
لقد دأبت أمريكا وأشياعها وأتباعها على القول أن الحل في سوريا سياسي، أي أنها تريد إيجاد نظام سياسي عميل بديل عن نظام الأسد العميل السابق، ولكنها بفضل الله ثم بجهود المخلصين من أهل الشام لم تستطع إلى الآن إيجاد عميل جديد، وما هذا المؤتمر إلا محاولة لتشكيل نواة هذا النظام العميل، وقد تم تكليف حكام السعودية لهذه المهمة لعلم أمريكا أن لديهم المقدرة على شراء العملاء إما بالمال أو بوسائل أخرى وإفساد الثورة في أرض الشام كما أفسدوا من قبل بمالهم السياسي النتن الجهاد في أفغانستان.
أهلنا في شام العز
إن صمودكم وتضحياتكم البطولية التي قدمتموها على مدى زهاء خمس سنوات من عمر الثورة المباركة وفشل العالم أجمع وعلى رأسه أمريكا في كسر إرادتكم والقضاء على ثورتكم لهو كفيل وضامن أن تتابعوا الطريق وتغذوا السير في الطريق الصحيح الذي يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، فمستقبل بلاد الشام يقرره أهلها المؤمنون الثابتون على الحق ولن يقبلوا أن يقرَّر مصيرهم في دوائر الاستخبارات العالمية، فليس قدرنا نحن المسلمين أن نعيش دوما بين مطرقة حكام ضالين مضلين وسندان غرب وشرق كافر لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة.
يا أهل الشام المخلصين إنها الفرصة التاريخية التي انتظرتها أمة الإسلام طويلا، وهي أن تنعتق من ربقة الاستعمار والتبعية لدول العالم الكبرى وأن تعود الأمة الإسلامية إلى امتلاك قرارها السياسي الذي غيبت عنه منذ سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م، فالله الله في الثبات على مطالبكم وعدم الحيد عنها قيد أنملة وهي تحكيم شرع الله واستئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض ويعز بها أهل الشام والأمة جمعاء وننال بشرى ربنا في كتابه العزيز.. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
بقلم: أحمد عماد الدين – بلاد الحرمين الشريفين
رأيك في الموضوع