انتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الإلكتروني تقرير من إحدى القنوات التلفزيونية في الكيان الغاصب يبين بالصوت والصورة طابوراً طويلاً من الشاحنات ينطلق من دبي عبر السعودية فالأردن ثم إلى كيان يهود الغاصب، حاملاً بضائع متنوعة، بعدما تعثر الشحن البحري عبر باب المندب والبحر الأحمر.
الراية: ليس ثمة قاع في الخيانة يمكن أن نشهده أكثر مما نشهده هذه الأيام فيما يتعلق بالحرب على غزة وتبعاتها. والحقيقة المُرة أن الجديد اليوم هو في انكشاف التواطؤ والخذلان وتولي الكيان الغاصب بشكل صريح وصارخ، بغير حياء من الله ورسوله والمؤمنين! وصدق رسول الله ﷺ حينما قال: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ؛ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». فها هي الأنظمة الخائنة تفعل ما تشاء من أنواع الخذلان والحصار للمسلمين في غزة، وأنواع الدعم للكيان الغاصب! هكذا انفصام عميق بين الأنظمة والأمة يجب أن يدركه الجميع ويجب أن يأخذه بعين الاعتبار كل مسلم يتحسّر على غزة وعلى واقع الأمة بشكل عام، وأن يعتبره كل مسلم يريد تغيير هذا الواقع بشكل جاد. آن الأوان، بل قد تأخر كثيراً لأن تتجاوز الأمة الأنظمة، وأن تتجاوز مقاربات الإصلاح السياسي التدريجي الجزئي المحكوم بقواعد تلك الأنظمة ذاتها!
ولعل أحداث الطوفان وما تبعه تجعل الجميع يستفيق ويعي على حقيقة أن الأمة تعيش في فراغ استراتيجي وسياسي، ولا يملأ هذا الفراغ إلا الإسلام بعقيدته ونظامه السياسي الأوحد؛ الخلافة على منهاج النبوة. خلافة لا يوجد فيها نفوذ للغرب، ولا خيانات حكام، ولا دول وطنية، ولا خضوع لشرعة دولية ظالمة، بل خلافة يستشعر فيها الجميع معنى ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.
رأيك في الموضوع