إن النظرة السياسية الواعية، تري أن الغرب الكافر المستعمر هو في حاجة ماسة إلى بقاء الكفاءات في بلاد المسلمين تحت عباءة نظامه الرأسمالي المتهاوي، وإلى بقاء حضارته هي مركز اهتمام العالم بصفة عامة وقبلة أنظار العلماء بصفة خاصة بما يبقي العلم خاضعا إلى وجهة نظره في الحياة دون غيره.
وإن الواجب الشرعي يملي على كل مسلم مهما كان مجال اختصاصه ودرجة تميّزه فيه، أن يوظف طاقاته وقدراته لصالح أمته ودينه، وأن يعمل لاستئناف العيش بالإسلام، لا أن يكون فريسة سهلة بيد الكافر المستعمر، أو قطعة في ماكينة صناعية يحركها عدو متربص.
هذا، وإنه لمن المؤسف في الآن ذاته أن يغفل بعض علماء الأمة ومفكروها على طبيعة النظام المخلص من الأزمات المتعاقبة التي خلفها تطبيق النظام الرأسمالي عالميا، وأن يضيّع البعض على أنفسهم فرصة الاهتداء إلى حقيقة مشروع الخلافة الذي حرص الغرب على تشويهه طوال عقود، مع أنه مشروع حكم رشيد قادر على تضييق الفجوة التكنولوجية الرهيبة التي خلفها غياب سلطان الإسلام. بل هو المشروع الجدي الوحيد الذي جعل العديد من مخازن الفكر ومعاهد الدراسات الاستراتيجية في الغرب تبحث سيناريوهات التعامل مع دولة الخلافة المرتقبة.
فهلا سارع المسلمون عامتهم وخاصتهم إلى إقامة فرض ربهم ومبعث عزهم وقضيتهم المصيرية التي من أجلها يحيون وفي سبيل إقامتها يضحون ويموتون؟
رأيك في الموضوع