لقد صار حال أهل غزة تبكي لأجله الحجارة، أفلا تلين قلوبكم يا أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين؟! وكيف تجري على ألسنتكم يا جنود المسلمين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ثم لا تتحركون لأنات الأطفال، ورجفات الخائفين، وقلوب قد بلغت الحناجر؟!
أما آن لهذه القلوب أن تخشع لذكر الله؟! أما آن لها أن تلين من هول الأحداث وشدة البأساء التي يعاني منها إخوتهم في غزة؟! أما آن لها أن تخرج عن صمتها، وتعلو على صدور حكامها علو ابن مسعود على صدر أبي جهل، فترفع إثم الخذلان وعار التولي يوم النصرة والزحف، ثم تنهي إلى الأبد، مهزلة الكيان الذليل الذي انتفخ وتطاول في بلاد خير الرجال؟!
أما آن لكم أن تُروا العالم معدن جنود أمة محمد ﷺ، وأنتم تحررون مسرى نبيكم ﷺ والأرض المباركة؟! أما اشتاقت النفوس لعيش العزة، والجهاد في سبيل الله، وأن تكونوا خير الخلف لخير السلف، فتفرحوا، وتُفرحوا أمتكم بنصر الله، وأكبر من ذلك، نجاة من عذاب أليم، وفوز بجنات النعيم؟! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
رأيك في الموضوع