لقد تكشفت خلال الأيام القليلة الماضية بعد هروب الطاغية بشار وسقوط حكمه الأسود مشاهد مؤلمة قاسية انفطرت منها قلوب المسلمين وهم يرون بأم أعينهم حجم الإجرام والوحشية التي كان يتعامل بها نظامه مع إخوانهم في المعتقلات والسجون، بدءا باحتجازهم لعقود طويلة، في سجون تفتقر لأدنى حاجات الإنسان، ثم التجويع والقهر والتعذيب الوحشي الذي تنطق به السراديب والجدران وتحكي قصته الزنازين والمشانق وأدوات التعذيب، وتفضحه أجساد الضحايا الذين عثر عليهم قتلى ومشوهين، ثم القصص التي رواها من أطلق سراحهم عن حجم الإعدامات التي كانت تتم في السجون، إذ بلغت العشرات يوميا في السجن الواحد، لا سيما في سجن صيدنايا، وكر الوحشية والإجرام، ثم قصص الإذلال والحرمان والتعذيب والامتهان والاغتصاب، قصص تقطعت لهولها قلوب السامعين، حتى تساءل الكل، هل كانوا بشراً هؤلاء الذين فعلوا كل هذه الأفاعيل بأولئك المستضعفين؟
وعطفا على ذلك قال بيان صحفي للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: ليست هذه هي حال نظام آل أسد وحده، بل هي حال كل أنظمة الضرار القائمة في بلاد المسلمين، فكلها أجرمت وما زالت تجرم بحق أمتنا منذ أن سلطها الغرب الكافر المستعمر على رقابها.
وأضاف: إن أنظمة الحكم القائمة في بلادنا كلها أنظمة بوليسية قائمة على القهر والبطش والطغيان، وكلها في معاداة الأمة وتطلعاتها للتحرر والحكم بالإسلام سواء، وهي لا تدخر إجراما في سبيل منع الأمة من استعادة سلطانها وإقامة خلافتها.
واختتم البيان بالقول: فمشاهد القهر والعذاب هذه التي رآها المسلمون جميعا، يجب أن تشعل في صدورهم نار الحقد على الحكام، فلا تنطفئ قبل أن يأخذوا بحلاقيمهم ويهدموا أنظمتهم ويعلونها خلافة راشدة على منهاج النبوة؛ ففيها ينعمون بحياة العزة والكرامة، وفيها يحنو الخليفة عليهم ويسهر على راحتهم.
رأيك في الموضوع