لئن كان أهل غزة يفرحون كما يفرح كل مسلم لخلاص أهل الشام من الطاغية، إلا أن جيش يهود لم يترك لهم فسحة يحسون فيها بذلك الفرح، فقد ضيق عليهم المضيّق؛ إن بقوا في البيوت قُصفوا، وإن خرجوا قنصوا، وإن لجأوا إلى المستشفيات قتلوا، فقد أحاطهم المجرم من كل جانب، وأحكم حصاره عليهم بعون من الحكام العملاء، عوناً أقله السكوت وإسكات الشعوب، وأعلاه الحصار وتأمين السلاح والعتاد له حتى يواصل إبادتهم، فكأن غزة تركت وحدها بلا نصرة ولا غوث، ولا حتى بباك يبكيها.
يا أهل الشام وأبطالها ومجاهديها: إن مسرى نبيكم ﷺ على مرمى حجر منكم، وإن أهل فلسطين يأملون منكم خيراً كثيراً، كيف لا وهم أهلكم وإخوانكم، ودعوتهم لكم على ما فيكم من جراح أن تفتحوا جبهة الشمال، وليفتح جند مصر جبهة الجنوب، بعد أن يثوروا على طاغيتهم كما ثرتم أنتم على طاغيتكم، وأن يفتح جند الأردن جبهة الشرق بعد أن يطيحوا بصنيعة الإنجليز هناك، لتُحكم الأمة الخناق على كيان يهود، ويخنقه البحر غربا، فتكتب نهايته على أيديكم بإذن الله وفضله.
إنها دعوة لكم لتعود الشام ومصر كما كانت، منطلق التحرير بل وصانعته كما كانت في حطين وعين جالوت، ويومئذ يفرح أهل غزة وكل فلسطين، وأهل الشام وأهل مصر، بل والأمة جمعاء، وإن كل نصر دون ذلك هو نصر منقوص، تحوله الأيام وكيد اللئام من فرح إلى أحزان وآلام، وتبقى فلسطين وغزتها لا بواكي لها.
رأيك في الموضوع