يا جيوش المسلمين: كيف تجيبون ربكم عندما يسألكم لماذا وقفتم ساكنين بينما أمتكم تُذبح، وأخواتكم تُهان، وأرض الأقصى تدنس، وقد وضع في أعناقكم الفريضة الشرعية في الدّفاع عن أمتكم وتحرير أراضيها؟ ماذا تقولون عندما يسألكم ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾؟ فاتقوا الله في أنفسكم قبل فوات الأوان، وأعدّوا أنفسكم لليوم الذي تقفون فيه بين يدي ربّكم، وخصمكم طفل من أطفال غزة أو إحدى نسائها الكريمات، يقول: يا رب إنّ هؤلاء القوم خذلوني وقد كان بإمكانهم أن ينصروني.
كيف تقبلون أيها الجند خدمة هؤلاء الحكام الداعمين ليهود، والذين بنوا حياتهم المهنية على خيانة المسلمين، والذين تخلّوا عن أمتكم ودينكم؟ كيف تُوالون أولئك الذين اعتادوا خذلان المسلمين وإهانة اسمكم بتقييدكم في ثكناتكم بينما أمتكم تنزف؟ إلى أيّ مدى أنتم مستعدون لتحمل المزيد من جبنهم وخياناتهم بعد أن أظهروا ولاءهم لكيان يهود ورعاته الاستعماريين الغربيين؟ لقد استخدمكم هؤلاء الحكام والأنظمة لدعم عروشهم أو خوض الحروب نيابةً عن أسيادهم الغربيين ومصالحهم بينما رفضوا حشد جندي واحد للدفاع عن المسلمين المضطهدين. إنهم لم ولن يأمروكم بالدفاع عن أمتكم! ولن نحقّق النصر في فلسطين أو ضدّ أي من أعدائنا في ظلّ استمرار حكم هؤلاء الحكام والأنظمة الخائنة وأنظمتهم القومية الفاسدة التي صنعها الإنسان والتي أصابت بلادنا وتسببت في تآكل رابطة الأخوة الإسلامية. فلا بدّ من إزالتهم وإقامة الدولة الإسلامية ونظام الله سبحانه وتعالى؛ الخلافة على منهاج النبوة التي هي الراعي والحامي والدرع للمسلمين، كما وصفها نبينا الحبيب ﷺ الذي قال: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» وقال: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
رأيك في الموضوع