لقد رأيتم أنه لا توجد دولة ولا قيادة ولا حاكم ولا مؤسسة دولية اليوم لديها الإرادة السياسية لحماية دماء المسلمين أو الدّفاع عن مصالحنا. كما تخلّت الأنظمة الخائنة في بلاد المسلمين عن إخواننا وأخواتنا في فلسطين، وقد عزّزت يد الاحتلال من خلال اتفاقيات السلام والتطبيع والعلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي مع هذا الكيان المجرم، بل حتى تزويده بالنفط لتشغيل آلته الحربية وإمداده بالطعام بينما يموت أطفال غزة جوعاً. لقد حرص هؤلاء الحكام والأنظمة العميلة صنيعة الغرب والخادمة له على حماية هذا الكيان المجرم ومنعوا أي تحرك ضده. كما وقفوا حراساً للحدود الوطنية المصطنعة التي فرضتها الحكومات الاستعمارية بين بلادنا الإسلامية لتقسيم المسلمين ومنعكم من التحرك لنجدة إخوانكم وأخواتكم المقيمين في أرض غير أرضكم، بينما يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.
إن الخلافة هي وحدها التي ستحشدكم للقيام بدوركم الحقيقي بصفتكم المدافعين والمحرّرين وحماة أمتكم ودينكم كما أمر الله سبحانه وتعالى. ففي ظلّ هذه الدولة، أُرسل القائد المسلم العظيم محمد بن القاسم في القرن الثامن الميلادي لإنقاذ مجموعة من النساء المسلمات اللواتي أسرهن الملك الهندوسي الظالم، راجا ضاهر، ما أدى إلى إخضاع السند لحكم الإسلام في هذه العملية. وفي ظل هذه الدولة، أرسل الخليفة المعتصم بالله في القرن التاسع الميلادي جيشاً ضخماً لإنقاذ امرأة مسلمة واحدة في عمورية بتركيا أسرها الرومان. وفي ظلّ هذه الدولة، تحررت بلاد الشام من الصليبيين على يد القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي. وفي ظلّ الخلافة ستتحرّر فلسطين المباركة بكاملها مرةً أخرى، وترفع راية الإسلام فوق القدس عاصمة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله.
رأيك في الموضوع