قال اللورد كاميرون وزير خارجية بريطانيا، في بيان، "لقد أحرقت القرى المحيطة بالفاشر. لقد تم تدمير المستشفيات. وقُتل المئات من القتلى والجرحى بسبب القتال في الأيام الأخيرة، وليس لدى أكثر من 800 ألف مدني أي وسيلة للهروب". وأضاف: "إنني أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الموثوقة التي تفيد بأن بعض أعمال العنف في دارفور لها دوافع عرقية. وتجري بالفعل هجمات ضد المساليت والفور والزغاوة والمجتمعات غير العربية الأخرى من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها حول الفاشر. إن نمط العنف المستمر في دارفور، بما في ذلك الهجمات المنهجية الواضحة ضد المدنيين، قد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية".
وقالت الولايات المتحدة في بيان صحفي، إنه يجب وقف الهجمات في الفاشر بشمال دارفور فوراً. وعبرت عن قلقها إزاء المؤشرات التي تشير إلى هجوم وشيك من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها. وأضافت: "من شأن الهجوم على مدينة الفاشر أن يعرض المدنيين لخطر شديد، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين الذين لجأوا إليها". كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التقارير الموثوقة التي تفيد بأن قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها قامت بتدمير قرى متعددة غرب الفاشر.
الراية: إن مثل هذه العبارات التي تدل على حرص أمريكا وبريطانيا على أهل الفاشر أصبحت لا تنطلي على أحد ذي لب. فالكل يعلم أن ما يدور في الفاشر ما هو إلا صراع نفوذ وأطماع وسيطرة، ولا يهمهم لو أبيد أهل الفاشر بل أهل السودان عن بكرة أبيهم!
فالقوى الاستعمارية والرأسمالية المتوحشة، في سبيل مصالحها وأهدافها الاستعمارية مستعدة أن تبيد شعوباً بأكملها، وهي لا تقيم وزناً لحياتهم، وهي تلجأ دوما لفزاعة ما يسمى بحقوق الإنسان والحرية والسلم والأمن العالميين، والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية...إلخ، كل هذه المصطلحات والمفاهيم والقيم والمقولات والمبادئ، يتم الدوس عليها وتخطيها، إذا ما تعارضت مع مصالحها، وقطاع غزة المُعتدَى عليه خير شاهد على ذلك (والعاقل من اتعظ بغيره)، حيث يباد شعب بأكمله بأبشع الأسلحة والقنابل والصواريخ الموجهة، ثم يقولون إنهم أيضا ضد قتل المدنيين ويذرفون الدموع نفاقا!!
رأيك في الموضوع