قال الرئيس التركي أردوغان أمام كتلته النيابية في البرلمان يوم 15/11/2023 "في خطة مزدوجة سنواصل عزل (إسرائيل) في الساحة الدولية بينما نوفر كافة أشكال الدعم الإنساني لفلسطين".
إن تصرفات أردوغان وسياساته تكذّبه في عقر داره! إذ إن أولى الخطوات لعزل كيان يهود في الساحة الدولية هي عزله من الساحة التركية بقطع العلاقات وإنهاء التطبيع مع هذا الكيان الغاشم المغتصب، ولكن أردوغان لا يفعل ذلك! فخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي حملت أكثر من 230 سفينة من تركيا الحديد والفولاذ للصناعة اليهودية العسكرية، كما حملت مواد غذائية لتغذية جنود العدو الذين يقتلون الأطفال والنساء في غزة والضفة. كما حملت من تركيا النفط القادم من أذربيجان للدبابات والطائرات اليهودية المعتدية!
ويذكر أردوغان أنه سيقدم الدعم الإنساني لفلسطين، ومعنى ذلك أنه لن يقدم أية طائرة بدون طيار إلى غزة كما قدمها لأذربيجان وأوكرانيا تنفيذا لخطط أمريكا، ولن يرسل أي عسكري إلى غزة لصد عدوان يهود كما أرسل جنوده إلى سوريا للحفاظ على نظام بشار أسد الإجرامي. وقال أردوغان: "إن (إسرائيل) تطبق استراتيجية تدمير كامل لمدينة غزة وسكانها"، وهذا يتطلب منه أن يرسل جيشا جرارا لقطاع غزة حتى يحميها ويحمي سكانها من الدمار والقتل لو كان صادقا في كلامه، فهو يقول ولا يفعل كعادته بالنسبة لفلسطين.
ويقول: "إن (إسرائيل) دولة إرهاب"، ولكنه لا يتخذ ضد هذا الكيان الإرهابي أية إجراءات كما يتخذها ضد حزب العمال الكردستاني الذي أعلنه كيانا إرهابيا فيشن الغارات عليه باستمرار ليقضي عليه. فأردوغان يتقن إلقاء الخطابات النارية والعاطفية ليلقى التصفيق والإعجاب ولكنه لا يفعل شيئا جادا لفلسطين، على عادة زعيم العرب القديم عبد الناصر الذي خدع الناس بإلقاء الخطابات النارية والعاطفية عقدين من الزمان في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
رأيك في الموضوع