إن عرض قضية فلسطين على الأمم المتحدة الاستعمارية هو بحد ذاته خيانة وتفريط، فالأمم المتحدة هذه هي التي أقرت قيام كيان يهود على جماجم ودماء أهل فلسطين، وهي التي تضفي الشرعية على جرائمه، فهل يطلب من الشوك العنب؟! علاوة على كون اللجوء للأمم المتحدة هو لجوء للطاغوت وتحكيم له في قضية من خصوصيات المسلمين، مسرى نبيهم وأرضهم المباركة. ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.
وعلاوة على ذلك كله، فإن تفاصيل خطاب عباس تقطر خيانة لله ولرسوله وللمسلمين وتفيض تسولا وسخفا وسذاجة سياسية، فحل الدولتين والاعتراف بشرعية المحتل على جل فلسطين هو خيانة، والمطالبة بالحماية الدولية هو استعانة بالكافرين واستجلاب احتلال دولي جديد، وتكرار الطلب بتطبيق القرارات الدولية الاستعمارية والتمسك بالمقاومة الشعبية السلمية والتعلق بالسلام المزعوم وحل الدولتين الأمريكي رغم ما يقوم به كيان يهود من تغول وتوسع استيطاني واقتحامات يومية للأقصى وإراقة للدماء الزكية؛ هو سخف سياسي بل تآمر وتواطؤ.
إن هؤلاء الصليبيين الذين يتعلق عباس بحبالهم الواهية هم أنفسهم قد احتلوا فلسطين، وكان تحريرها بجيوش المسلمين التي اجتثتهم منها وطهرت مسرى النبي الكريم ﷺ من رجسهم، وكذلك اليوم لن تحرر فلسطين إلا كما حررت أول مرة، بجيش للمسلمين وبعين جالوت وحطين جديدة، وما سوى ذلك وهم وتضليل وإطالة من عمر الاحتلال.
رأيك في الموضوع