قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس، الجمعة 30 صفر 1445هـ، 15/9/2023م: لم تكتف السلطات التونسية بفتح أبواب وزارات السيادة لسفير أمريكا ليجوب البلاد طولا وعرضا ويجوس خلال الديار، بل ها هي تفتح الأبواب على مصاريعها أمام الأمين العام المساعد لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المكلف بالشؤون السياسية وسياسة الأمن والمبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة لجنوب القوقاز وآسيا الوسطى خافيير كولومينا، الذي أدى زيارة عمل إلى تونس في الفترة الممتدة بين 11 و13/09/2023، أكد خلالها أن تونس من أهم شركاء منظمة حلف شمال الأطلسي في منطقة جنوب المتوسط، باعتبار تعدد الأنشطة ومجالات التعاون، فضلا عن كونها حليفا أساسيا من خارج الحلف، حيث استقبله نبيل عمار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عشية الاثنين 11/09/2023، ثم عماد مميش وزير الدفاع الوطني يوم الثلاثاء 12/09/2023، وقد أكد كولومينا التزامه بمواصلة العمل للارتقاء بهذا التعاون المشترك ليبلغ أشواطاً متقدمة، تتجاوز التكوين والتدريب وتبادل الخبرات.
وتابع البيان: ولم يقف الأمر عند وزارتي الخارجية والدفاع، بل فتحت له أبواب قصر باردو يوم الثلاثاء 12/09/2023، ليلتقي وفدا من مجلس نواب الشعب على رأسه عادل ضياف رئيس لجنة الدفاع والأمن والقوات الحاملة للسلاح، وقد حضرت معه نائبة رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حلف شمال الأطلسي مريم بن حسين. وقد أفاد كولومينا خلال هذه الجلسة بأنّ قرار تجديد ودعم الشراكة مع تونس اتّخذ عام 2022، وبأن المفاوضات جارية لضبط إطار التعاون الذي يتضمّن عددا من الأهداف والمشاريع الجديدة المتناغمة مع أولويات المرحلة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ومواجهة الهجرة غير النظامية. فهل هذه أولويات الشعب التونسي أم أولويات الاستعمار ومنظماته؟!
وأضاف البيان الصحفي: وإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس، يهمنا أن نؤكد للرأي العام ما يلي:
1- إن هذه الزيارة هي خطوة في مسار استهداف منطقة شمال أفريقيا والساحل الأفريقي، وفق رؤية استعمارية أمريكية تحتكر صناعة الإرهاب تمهيدا لإزاحة النفوذ الفرنسي، فضلا عن ركوب موجة التصدي للهجرة وتسخير الناتو رسميا لهذه المهمة.
2- إن فتح الأبواب على مصاريعها أمام كافر حربي يحمل لواء حلف عدواني استعماري وإجرامي كحلف الناتو، هو جريمة موصوفة يتشارك فيها حكام تونس السابقون واللاحقون، وهي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. فهل ننتظر أن تدق أمريكا طبول الحرب حتى يستفيق أشباه الساسة والحكام على هذا الخطر الداهم؟! أم أنهم سيبتلعون الطعم بإدخال الناتو تحت غطاء التصدي للهجرة غير النظامية؟! قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾. وقال ﷺ: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ».
3- إن التستر على مضمون الاتفاقية العسكرية التي سبق توقيعها مع أمريكا لمدة عشر سنوات، ثم التنسيق الأمني والعسكري المستمر مع أعداء الأمة، هو خيانة عظمى تنسف كل معاني السيادة والحفاظ على الأمن القومي.
4- إنه لا سبيل لتحقيق أمن البلاد وأمانها، إلا باستعادة سلطان الإسلام كاملا غير منقوص، عبر إقامة خلافة راشدة تجعل السيادة للشرع والسلطان للأمة وتقطع دابر الكافر المستعمر أيا كانت جهته، تحقيقا لوعد الله سبحانه وبشرى نبيه ﷺ.
رأيك في الموضوع