قال رئيس وزراء يهود نتنياهو إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم، وكذلك نقلت إذاعة يهود الرسمية قوله خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست "إن (إسرائيل) تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها ولكنها على استعداد لدعمها ماليا، قائلا إن من مصلحة (إسرائيل) وجود هذه السلطة ومواصلة عملها".
وقد عقب على ذلك المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في تعليق صحفي مفاده أن نتنياهو أراد بتصريحاته الواضحة هذه أن يقول للعالم أجمع إن مشروع الدولتين أصبح من الماضي، وأن الفكرة ذاتها ستُجتث كما اجتث الواقع الذي كان من المفترض أن تقوم عليه الدولة الفلسطينية. وهكذا قطعت جهينة قول كل خطيب، ولم يبقَ مجال للتحليل والتحايل من أنصار مشروع الدولتين والداعين له من الحكام العملاء والأوساط السياسية المنبطحة، وكل كلام عن هذا المشروع أصبح بحكم الميت سياسيا وواقعيا بل إن كيان يهود يسعى الآن لتجاوزه سياسيا بعد أن تجاوزه على أرض الواقع ويريد للعالم أن يقبل بهذا التجاوز السياسي بحيث تبحث الدول الكبرى وعملاؤها عن حل بعيد عن مشروع الدولتين وعن الأرض المباركة، فهي بنظره أصبحت خالصة له.
وقال التعليق: إن ما يجنيه كيان يهود من مكاسب هي ثمار لخيانة السلطة والأنظمة العميلة التي جمدت القتال وأشغلت الشعوب بالحديث عن السلام المزعوم ومشروع الدولتين، فكان ذلك السلام وذلك المشروع هدية لكيان يهود أقر له بثلثي الأرض المباركة ووفر له فرصة ذهبية ليتوسع ويتمدد بأقل التكاليف السياسية والعسكرية وليبتلع ما تبقى من الأرض، وهكذا لم تجلب السلطة للأرض المباركة إلا الدمار والخراب خدمة للغرب ويهود. وكيان يهود عبر تصريحات نتنياهو هذه يريدها وبشكل رسمي أن تتحول من سلطة لمشروع سياسي - مهما كان حجمه أو اسمه - إلى مرتزقة تقدم الخدمات الأمنية والمدنية كما تفعل الشركات الأمنية الخاصة.
وأضاف: فهل تتوقف السلطة عن خيانتها وخدماتها ليهود من التنسيق الأمني إلى محاربة أهل فلسطين في رزقهم ودينهم وعرضهم؟! وهل تصارح الأمة أنها ارتكبت خيانة عظمى بمشاركة الحكام العملاء في التنازل عن فلسطين؟! أم أنها ستمضي في الطريق إلى نهايته فتتحول لمرتزقة وتستمر في تقديم الخدمات له؟
وتابع: إن أهل فلسطين رأوا بأم أعينهم إلى أين أوصلت منظمة التحرير والسلطة وأنظمة العمالة القضية، وها هم الآن مشغولون بجمع ما تبقى من ثروات وأموال بينما كيان يهود مشغول بتفعيل سياسة الضم بفرض هستيري للوقائع، ويخطط لما هو أبعد من ذلك ويتوعد ويهدد كما فعل نتنياهو حيث قال "استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات الضفة مؤشر على ما هو آت".
وختم التعليق الصحفي: إن الوضع خطير وهذا يوجب على الأمة إدراك حجم المؤامرة على أهل فلسطين وأن تلعن السلام، الذي لم يكن سوى فرصة لكيان يهود لينقض على ما تبقى من الأرض المباركة، وأن الخيار الصحيح والوحيد لوقف ذلك هو إعلان الحرب، التي أصبحت بحكم الواقع، ناهيك عن كونها بالأصل حكماً شرعياً تأخر تنفيذه، فتتحرك لتحرير الأرض المباركة واقتلاع كيان يهود من جذوره، وأن ما عدا ذلك من تعويل على الدول الكبرى ومشاريعها ومؤسساتها وخاصة الأمم المتحدة هو خيانة عظمى وانتحار سياسي.
رأيك في الموضوع