إن العمل لإقامة الخلافة لا يكون بشكل فردي أو عشوائي وإنما يكون بالعمل المنظم ضمن كتلة سياسية واعية مخلصة مبدئية قادرة على استلام الحكم وتطبيق الإسلام حال استلامه وقيادة دفة الدولة بسياسة واعية مبصرة دون تخبط وتردد، والناظر بعمق ووعي إلى واقع الأمة الإسلامية يجد أن حزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي كان واضحاً في برنامجه السياسي منذ البداية، فحدد غايته وبين طريقته وقدم التفصيلات في كل ما يلزم لإقامة الدولة وجهز مشروع دستور فصل فيه نظام الحكم وهيكليته وفصل فيه النظام الاجتماعي والاقتصادي وبين سياسة الدولة الخارجية وسياسة التعليم، وأثبت للأمة خلال عقود من الصراع الفكري لمفاهيم الغرب من ديمقراطية وعلمانية وحرية وليبرالية وشيوعية مدى وعيه الفكري على مفاهيم الإسلام وقدرته على التصدي للغزو الثقافي الغربي وصَرْع الفكر الغربي، وفي المقابل عرض مفاهيم الإسلام وأفكاره بشكل واضح ومبلور ونقي، وعمل على تنقية فكر الأمة من كل ما يعلق به من شوائب غربية دخيلة، وبين كذلك بأنه الرائد الذي لا يكذب أهله من خلال كشفه خيانات حكام المسلمين وتآمرهم على قضايا الأمة وتصديه لهم دون مداهنة أو تزلف أو خوف من بطشهم، وأظهر قدرته على الكفاح السياسي بكشفه لخطط الاستعمار في فلسطين والشام والعراق وباكستان والقفقاس واليمن والخليج العربي وفي كل بلاد المسلمين بشكل أظهر مدى وعيه السياسي وقدرته على الكفاح السياسي وكشف خطط الاستعمار بوعي سياسي كبير، كل ذلك وهو كتلة بلا دولة، فكيف إن تجسد في دولة قوية متمكنة؟ والحزب منذ اللحظة الأولى جاهز بقيادته وأميره لقيادة الأمة في إقامة دولة الخلافة وقيادة الدولة نحو التمكين في الأرض فور تسلمه الحكم، وهذا يوجب على الأمة مسارعة الخطا للعمل مع حزب التحرير الذي لا يبحث عن منصب أو جاه وإنما يريد إيصال الإسلام إلى الحكم إرضاءً لله تعالى، وعلى أبناء الأمة التكتل حول مشروع الخلافة بوعي وبصيرة، وعلى أبنائها من أهل النصرة في الجيوش من ضباط وقادة وألوية وعسكريين إعطاء النصرة للحزب كما فعل الأنصار في عهد الرسول ﷺ فكان قيام الدولة في المدينة ورضي عنهم ساكن الأرض والسماء حتى قال فيهم رسول الله ﷺ: «اللَّهمَّ ارحَمْ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ».
رأيك في الموضوع