إن الصراع مع الغرب صراع وجودي، وهو مستمر ولن يتوقف يوماً واحداً، ولن تنتهي معاناة أمتنا إلا إذا أدركت بما تملكه من إيمان ووعي من هم قادتها الحقيقيون من أبنائها المخلصين الذين يصلون ليلهم بنهارهم لإعادة سلطانها وجعل السيادة للشرع، فيسعد الناس بحكم الإسلام وعدله، وما هي إلا مسألة وقت ليُمكَّن للأمة بعون الله، من جديد في دولة مهيبة عظيمة تعيد سيرة الأولين من الصحب الكرام والمجاهدين العظام. ومع إحساسنا بألم المرحلة وصعوبة الواقع إلا أننا نتلمس اقتراب الأمة من حسم الصراع مع الغرب، ونتيقن بأنها قادرة على حسمه لصالحها بإذن الله تعالى وذلك لأنها اليوم أكثر وعياً على إسلامها، وتريد الحكم بالإسلام فقد عرفت عدوها، وتريد الوحدة، وترفض الفرقة والتشرذم، كما أنها أسقطت الخوف من حساباتها فهي لا تخشى أعداءها.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة وُجد من أبناء الأمة وعلمائها ثلة واعية ألا وهو حزب التحرير الذي حمل الدعوة إلى الإسلام، وإلى العمل لإقامة الخلافة، وأعد لتطبيقها دستورا، وتفصيلات في الأنظمة والأجهزة، كما أن الأمة تملك الثروات والقوى البشرية الكافية، كما قام حزب التحرير بالعمل في الأمة ومعها لإعادتها لسابق عهدها خير أمة أخرجت للناس بإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، ومع ارتفاع الوعي الإسلامي في الأمة شعر المستعمرون أن المعركة لم تحسم بعد بزوال حكم الإسلام، فما زال الإسلام في نفوس المسلمين قوياً وعصياً على الكسر، وما زالت المحاولات الجادة لإنهاض الأمة الإسلامية قائمة على قدم وساق يقوم عليها ويقودها حزب التحرير، فتجد شبابه في كل ميدان يعيدون الأمل بحكم الإسلام والثقة بأحكامه وأفكاره، وبهدم صروح العلمانية، ويكشفون مؤامرات المستعمرين الأعداء.
وإننا نلمس قرب الأمة من وعد ربها يوم تحسم الصراع مع الغرب لصالحها بعودة الإسلام إلى واقع الحياة، ونلمس اقتراب قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، كما ونتشوق لأن تترعرع في ظلال دوحتها ورعاية وعدل خليفتها. واللهَ نسأل أن يجعل ذلك اليوم قريباً، وما ذلك على الله بعزيز، وما النصر إلا من عند الله، ويومئذ يفرح المؤمنون.
رأيك في الموضوع