بعد طرد اليهود من إسبانيا عام 1492م، أمر الخليفة بايزيد الثاني بقبولهم للجوء إلى الخلافة العثمانية، حتى إنه أرسل سفناً إلى إسبانيا لجمعهم. وصل 250000 لاجئ واستقروا بشكل رئيسي في إسطنبول وسالونيك.
في سبعينات القرن الخامس عشر الميلادي، فر النصارى الموحدون (الذين أنكروا الثالوث) من اضطهاد إخوتهم وتم منحهم ملاذاً في الأراضي الإسلامية.
بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم عام 1784 والقوقاز عام 1864، جاء المسلمون الذين يعيشون في هذه المناطق إلى الأناضول إما عن طريق السفن أو الطرق البرية.
وفي القرن الثامن عشر، فر الروس القوقاز إلى الخلافة بسبب الاضطهاد على أيدي الكنيسة الأرثوذكسية المقيمة في مدينة باليكسير.
نُقل ما يصل إلى 200 ألف روسي قيصري عن طريق السفن إلى إسطنبول بين 1917-1921، بعد أن عارضوا الثورة البلشفية وفروا من الحرب الأهلية اللاحقة؛ وتم توطينهم في البداية في مخيمات اللاجئين قبل نقلهم إلى منازل ومبان دائمة.
كتب المؤرخ ستانفورد شو في كتاب "يهود وأتراك وعثمانيون: من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين": "كانت الإمبراطورية العثمانية على مدى قرون توفر ملاذاً آمناً للاجئين اليهود من أوروبا. الهجرات واسعة النطاق لليهود من إسبانيا والبرتغال ودول أوروبية أخرى في القرنين الخامس عشر والسادس عشر معروفة جيداً... ومع ذلك، فإن تحركات السكان اليهود فيما بعد إلى الإمبراطورية العثمانية أقل شهرة. ومع ذلك، على مر السنين، استمر العديد من اليهود الأوروبيين بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة في الاستقرار في المناطق الخاضعة للسيطرة العثمانية لأسباب سياسية أو اقتصادية أو دينية. في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ازداد مرة أخرى تدفق اللاجئين اليهود إلى الأراضي العثمانية المتقلصة".
لقد أصبح كرم الخلافة العثمانية في زمن المجاعة الكبرى بأيرلندا عام 1845 موثقاً جيداً. في مساعدة الآخرين، لخص الخليفة، عبد المجيد الأول، الرد الإسلامي بكلماته "أنا يجبرني ديني على مراعاة قوانين الضيافة". المسلمون لديهم بالفعل مفهوم راسخ عن العمل الخيري غير الأناني دون أي مكسب مادي (الصدقة). ما نحتاجه في عصرنا الحالي هو رفع مستوى هذه العقلية وتطبيقها على المستوى السياسي للدولة بحيث يمكن رعاية ملايين اللاجئين في العالم اليوم والسماح لهم بالاستقرار في الأراضي لحمايتهم. وبذلك، لا تقوم الأمة بواجبها تجاه بقية البشرية فحسب، بل تُظهر أيضاً للعالم عدالة الإسلام.
رأيك في الموضوع