أصدر حزب التحرير في ولاية لبنان بتاريخ 23/3/2023م نشرة تحت عنوان: "بين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي في لبنان، إخفاق سلطة، وهُزال كيان، ودويلات الطوائف!" ضَمَّنَه خمس نقاط، وختمه بخطاب للمسلمين في لبنان. هاجمت النشرة السلطة القائمة في لبنان، لا سيما التي تقود المسلمين، وإخفاقها في اتخاذ أصغر القرارات، ومنها تأجيل الانتقال للتوقيت الصيفي مراعاة للصائمين؛ كما نعى على النصارى في لبنان الذين يزعمون العيش المشترك مع المسلمين ردودهم التي خلت من الحكمة وتنم عن الطائفية وهُزال الكيان الذي اصطنعته فرنسا، ومما جاء في النشرة : "... وما اتخاذ مثل هذا القرار وسرعة الرجوع عنه إلا مظهرٌ آخرُ من مظاهر الإخفاق، وهذا ليس محل جدل هنا"، وأردف موضحاً الناحية السياسية في الأمر "من ناحية سياسية، فإنَّ هذا القرار وخطوة "تسريب" التسجيل بين بري وميقاتي - لحظة اتخاذ القرار - لم يكونا عبثاً، بل كان يراد منهما إيصال رسائل سياسيةٍ للأطراف المناوئة..."، وتابع "...بعد حديث ميقاتي عن انخفاض نسبة النصارى في لبنان إلى 19.4٪، فيقول هذا التسريب ضمناً: إنَّ هذين المكونين من المسلمين ومَنْ خَلْفَهُما، أي أمريكا، إذا اجتمعا، يمكنهما السير بما لا يستطيع الطرف الآخر ومَنْ خَلْفَهُ، أي فرنسا وبريطانيا، وقفه... لدفع الطرف الآخر لإبراز حقده، ما قد يؤذيه في أوساط المسلمين الموالين له محلياً وإقليمياً، وبالتالي يُضعف قوته في مسألة رئاسة الجمهورية، لا سيما إذا تم ربط ذلك بالتقارب السعودي الإيراني، والانفتاح على النظام السوري من قبل السعودية، ذلك التقارب وذلك الانفتاح اللذان لم يخرجا من تحت عباءة أمريكا...". ثم وجه الخطاب للأصوات التي أظهرت طائفية في خطابها من النصارى على إثر القرار ومما جاء في النشرة "...أما تلك الأصوات التي خرجت بخطاب طائفي، ووصفت من يستمرون بالتوقيت الشتوي لأيام معدودات بالرجعيين والمتخلفين! فقد كشفت مرةً أخرى عن الوجه الحقيقي لدويلة الطوائف، وعن أنَّ كل مسألة في لبنان، صَغُرت أم كَبُرت، تجتهد الطوائف فيها لتحصد من ورائها هدفاً سياسياً شعبوياً جماهيرياً ليس إلا..."، وتابع "لقد كشف هذا الأمر عن أنَّ كذبة ما يحب هؤلاء تسميته العيش المشترك، وعن أنَّ كذبة ما يحبون تسميته الوطن الواحد، هي حصان طروادة لاستمرار الهيمنة على (الدولة) ومؤسساتها... وكان الأولى بهم، وهم الزاعمون العيش المشترك والوطن الواحد، أن يعلنوا لأكبر (شريك) في البلد، المسلمين، أنَّ ساعةً من نهار لا تُقدم ولا تؤخر... وأنهم يُقدرون الغالبية العظمى من أهل لبنان، أي المسلمين... لكن الأمر ليس كذلك عندهم، بل الأمر محاولة إثبات أنَّ لبنان، البلد المسلم، منفصلٌ عن محيطه الإسلامي التاريخي، أو كأنه فرعٌ لا أصل له...". وقد ركزت النشرة في خواتيمها على مخاطبة المسلمين، الغالبية العظمى من أهل لبنان، فجاء في البيان "أيها المسلمون في لبنان: لقد رأيتم كيف تخبط من يزعمون تمثيلكم في أمر يتعلق بدينكم، ورأيتم كيف صَمَتَ من يجب عليهم التكلم من النواب الذين أعدتم انتخابهم، أو من وضعوا أنفسهم ممثلين لكم دينياً في دويلة الطوائف هذه! فهل أنتم مستمرون بالقبول أن يكون هؤلاء هم وسطكم السياسي؟... لقد آن الأوان في ظل التغيرات التي تحصل في العالم اليوم، وهذا الانقسام العمودي المؤذِن بالخير داخل أكبر القوى الدولية، آن الأوان، أن تطلبوا من أبنائكم أن يُظهروا حقيقة انتمائهم لأمة الإسلام... وأن يكون من يمثلهم هو من يحمل دينهم وإسلامهم بوصفه عقيدةً سياسيةً، تَصْلُحُ وتُصْلِحُ كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..." ولفتت النشرة في فقرتها الأخيرة إلى أن دعوة حزب التحرير في ولاية لبنان لا تأتي من فراغ فقال: "إنَّ كل هذا الذي نطلبه منكم وندعوكم له، نحن إخوانَكم وأبناءَكم في حزب التحرير في ولاية لبنان، وفي كل العالم، لا نطلبه ونحن لا نملك أدواته، بل ندعوكم لتطبيقه عملياً مع حزب التحرير، الذي وضع تصوراً منبثقاً من الأدلة الشرعية ومبنياً عليها، بصورة نقية متبلورة واضحة من الإسلام وحده، وجَعَلَ من هذا التصور مقدمةً عمليةً لدستور دولة في 191 مادةً... وهو يعمل لوضع كل ذلك موضع التنفيذ في دولة إسلامية؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، على يد الأمة وأبنائها من أهل القوة والنصرة".
رأيك في الموضوع