إن حال أهل مصر في ظل الديمقراطية الرأسمالية كمن يغرق في بحر لا فكاك منه وينحدر نحو هاويته بشدة، وبمجرد اقتلاع الرأسمالية وأدواتها وما تفرع عنها سيشعرون بالفارق من أول يوم، وبتطبيق الإسلام كاملا سيكون طوق نجاتهم من الغرق، فيكفي توقف سيل نهب الثروات الذي يتدفق على خزائن الغرب، وتوقف التفريط المستمر في أصول الدولة التي بنيت وأسست بعَرق الناس ودمائهم وتوقف إهدار الموارد ومنابع الثروات الدفينة التي تمنح للغرب بلا ثمن، ويكفي رفع الضرائب عن الناس والتي تزيد عن 74% من موارد الدولة المصرية، كلها مقتطعة من جهود الناس ومدخراتهم، وسيرحمهم من فواتير المياه والكهرباء والغاز وغيرها مما هو في أصله من الملكية العامة، كل هذا مما لا يستطيع فعله ولا توفيره للناس إلا الإسلام بنظامه ودولته.
هذا هو النظام الذي نسعى لتطبيقه بعدل الإسلام ورحمته؛ نظام يرعى الناس فيطعم ويكسو ويغيث الملهوف ولا يمن على الناس أو يتاجر عليهم بما يعطيهم من حقوق أو يوفره لهم من رعاية وحياة كريمة، هذا هو الواقع الذي نريده لمصر والأمة والذي يجب أن يكون غاية كل من يريد خيرا لمصر وأهلها، ولا سبيل لتحقيقه إلا بثلاثة:
أولا: اقتلاع الرأسمالية المتحكمة في بلادنا بكل أدواتها ورموزها ومنفذيها، وبكل أشكالها وصورها.
ثانيا: الانعتاق من التبعية للغرب بكل أشكالها وصورها وإغلاق سفاراته التي تعبث ببلادنا وتنشر سمها بين أبناء أمتنا.
ثالثا: تطبيق الإسلام كاملا في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
بهذا فقط يكون صلاح مصر ونهضتها نهضة حقيقية على كل الأصعدة، وهذا هو السبيل ولا سبيل سواه أمام كل من يريد خيرا لمصر وأهلها.
رأيك في الموضوع