الأصل في كل من يعمل لإنهاض الأمة الإسلامية على أساس الإسلام أن يكون مدركا بأن القومية كانت سهما غرس في قلب الأمة، وأن الارتقاء بالأمة يستلزم إزالة كل فكر ساهم في ترديها، ومنها ما سمي بأفكار القومية العربية.
إن قضايا المسلمين على تنوعها واختلافها سواء أكانت قضية النهضة، أو قضايا الاستقلال والسيادة والتحرير، أو مشكلات الاقتصاد والاجتماع، لا تحتاج إلا لنظام الإسلام بمنهجه الواضح وحلوله الناجعة الصحيحة، ولعقيدة الإسلام التي لا زالت هي الدافع الأول المحرك لأبناء المسلمين ولرابطة الإسلام التي تشرك كافة أبناء الأمة الإسلامية وقواها في قضايا الأمة، وهي أبعد ما تكون عن الحاجة للقومية العربية وأفكارها العلمانية ونماذج حكمها التي لم تزد الشعوب إلا مزيدا من البؤس والتسلط والتخلف.
وإن محاولات الجمع بين تيارات قومية وإسلامية والمزج بين رؤى القوميين والإسلاميين كما يجري أحيانا إنما هي محاولات مخفقة لا معنى لها، وإن تقاطع بعض القضايا لا يعني اتفاق المناهج ولا وحدة الغايات، بل إن جعل ما يطلق عليه (المقاومة) هو نقطة الالتقاء ليس في واقعه إلا التقاء مصلحيا اقتضاه التوظيف السياسي للأنظمة الحاكمة.
رأيك في الموضوع