يا أهل الشام الكرام: هل تتوقعون أن تحرك صور أشلاء شهداء أريحا المتناثرة وصور أجساد أطفالها الغارقة بدمائها الطاهرة، وصور الآباء والأمهات وهم يودعون فلذات أكبادهم وداعاً لا يمكن ترجمته بكلمات تُكتب أو بأخبار تُنقل، هل تتوقعون أن تحرك نخوة قادة مرتبطين اعتادوا على الخنوع والطاعة العمياء لأوامر أسيادهم؟! بعد أن أُشربوا في قلوبهم حب أكل المال السياسي القذر (السحت) من ضرائب ومكوس ظالمة، وغرقوا في ملذات الدنيا الفانية، وأخذوا يعمرونها قصورا ومزارع ومنتزهات ومعابر ومطاعم، ونسوا حظهم من الآخرة، ونسوا أنهم غداً بين يدي الله العزيز الجبار، موقوفون، وعن تخاذلهم وجبنهم وخيانتهم مسؤولون؟
إن تلك الصور والآهات وأصوات أنين الجرحى لم تحرك شيئاً من تلك المشاعر الميتة، رغم أنها لامست أسماعهم ووقعت تحت أبصارهم لكنها لم تلامس غيرة ونخوة الرجال فيهم. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل تجاوزه إلى تسيير الأرتال والعربات المحملة بالأسلحة الثقيلة من أجل قتال المجموعات المستقلة وإخراجها من نقاط رباطها في جبال التركمان وغيرها تمهيدا لتسليمها لنظام الإجرام تنفيذا لمقررات المؤتمرات التآمرية.
يا أبناء ثورة الشام المباركة: أما آن الأوان لتقولوا كلمتكم وتنهضوا فتخلعوا عنكم تسلط قادة الذل والمهانة وعباد الدرهم والدينار؟!
واعلموا أن الأمة تنتظر منكم أن تصححوا مسار ثورتكم، وتستعيدوا قرارها المسلوب، وتعطوا قيادتكم لحزب التحرير؛ القيادة السياسية الواعية المخلصة التي تحمل مشروعا منبثقا من صلب عقيدتكم، تقودكم نحو العز والنصر والتمكين بإذن الله.
رأيك في الموضوع