في ظل مواصلة النظام قصف المناطق المحررة وارتكابه المجازر بحق المدنيين، وفي ظل الدعوات للتظاهر باتجاه معبر باب الهوى الحدودي لطلب الحماية التركية؛ نقول:
إن قصف المناطق المحررة واستهداف المدنيين بشكل خاص بعد فشل تركيا في تنفيذ اتفاق سوتشي المشؤوم، يدل على أن الهدف منه هو تركيع أهل الشام بغية تنفيذ أهم قرار من مقررات هذا المؤتمر وهو فتح الطرقات؛ لأنهم هم العقبة الوحيدة أمام التنفيذ، فقادة الفصائل جميعا موافقون على فتح الطرقات، بل هم ليس لهم أي رأي أصلاً. ولكن الأخبث من كل هذا هو تلك النداءات المضللة التي تريد من الناس الخروج بمظاهرات باتجاه معبر باب الهوى لمطالبة تركيا أردوغان بوقف القصف اليومي وتفعيل نقاطها العسكرية؛ فهذه دعوة خبيثة يراد منها تفعيل الدور التركي الذي لا يستطيع التحرك بالمناطق المحررة بدون موافقة شعبية، وهذا يأتي بعد انكشاف دوره الخبيث مع قادة فصائل الانبطاح في تعويم النظام وتسليمه المنطقة المحررة في إدلب.
إننا نربأ بأهل الشام أن ينساقوا مع هذه الدعوات الكاذبة التي تريد إعادة الروح (للضامن) التركي الذي أسقط الناسُ دورَه بخروجهم إلى نقاطه وكشف خبثه وإيضاحهم أن مهمةَ النقاطِ الوحيدةَ هي منع الثوار الصادقين من الاستمرار بثورتهم والتحرك الفعلي الجاد لإسقاط النظام.
أما عن الكيفية المنتجة للخروج من هذا المأزق وردّ عادية النظام وأربابه فتتمثل بالأعمال التالية:
1- تبدأ هذه الأعمال بتحرك أهلنا وخروجهم على قادة الفصائل ومطالبة أبنائهم بترك هذه الفصائل التي أصبحت تلعب دور "الكومبارس" على مسرح الأحداث، وتقوم بإطلاق بعض القذائف على النظام بأوامر داعميهم إسكاتاً للناس وخداعاً لهم.
2- تكتُّل وجهاء الناس وإصدار تحذير أخير للنظام التركي لمغادرة المناطق المحررة مصطحباً معه قادة الفصائل التابعين له.
3- تبني قيادة سياسية واعية مخلصة لقيادة مركب الثورة وإعادتها كما بدأت، والتَحوُّلُ بها من حالة رد الفعل إلى صناعة الفعل بتجميع المخلصين بجسم عسكري مهمته تنفيذ مطالب الثورة وعلى رأسها إسقاط النظام وتحرير البلاد والعباد من الاحتلال المتعدد الأشكال والأصناف.
يا أهلنا في الشام: إن النصر مع الصبر، فأنتم درة تاج الأمة وأنتم أهل التضحيات والفداء؛ وإن دوران عجلة الثورة من جديد وانطلاقها في بلدان جديدة من مثل السودان والجزائر هي إشارة ربانية أن نستمر بثورتنا، وتعطينا الأمل بقرب النصر الذي ننشده. فاحذروا من المكر الكبّار الذي يحاك لكم والذي يريد منكم أن تسلّموا وتستسلموا بداية للنظام التركي ومن ثم هو يتكفل بكيفية تسليمكم لنظام الإجرام. الفسحة موجودة والأمل كبير والاعتماد بعد الله على أنفسكم فأروا الله منكم خيراً وانصروه ينصركم إنه على كل شيء قدير.
رأيك في الموضوع