نشر موقع (القدس العربي، 7 رمضان 1438هـ، 2/6/2017م) خبرا جاء فيه: "قال الجيش الأمريكي في بيان اليوم الجمعة إن 484 مدنيا على الأقل قتلوا على الأرجح في ضربات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ بدء الحملة في عام 2014".
الراية: بعث الرسول e الحارث بن عمير الأزدي إلى هرقل يدعوه للإسلام، فقتله شرحبيل بن عمرو في الطريق، ثم أرسل e وفداً إلى ذات الطلح - قرب دمشق - يدعو أهلها للإسلام، فقتلوا جميعاً وعددهم 15 رجلاً إلا رئيسهم. فخشي النبي rأن يتجرأ الأعداء المتربصون على المسلمين، فأرسل جيشاً من ثلاثة آلاف إلى مؤتة جنوب الشام، وأوصاهم: «ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً..».
ثم إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عندما أنفذ جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه كرر وصية الرسول e حيث قال: "لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه... ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم إليه، وسوف تأتون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها... وسوف تلقون أقواماً قد فحصوا "كشفوا" أواسط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله".
هذه القيم الرفيعة والأخلاق السامية والمعاني العظيمة التي جاء بها الإسلام، والتي تأمر بعدم التعرض للمدنيين، لا يعرفها حكام الديمقراطيات العفنة ولا الرويبضات الذين تسلطوا على رقاب المسلمين، فجميع الحروب التي شنها الغرب الديمقراطي وأتباعه ومليشياته على المسلمين في العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين أدت إلى تهجير ونزوح ملايين المدنيين ومقتل عشرات الآلاف من الرجال العزل والشيوخ والأطفال والنساء.
يحصل ذلك لأن الغرب الديمقراطي حاقد على الإسلام والمسلمين، ولأنه لا يهتم إلا بمصالحه وتحقيق أهدافه القذرة، وكذلك نتيجة تسلط الرويبضات على رقاب الأمة فأضاعوا البلاد والعباد والمقدسات والثروات، وهانت عليهم أمتهم فباعوها في سوق النخاسة وهانت عليهم دماء الأبرياء والمدنيين من المسلمين ومن غير المسلمين من أهل ذمتنا، وأصبح الشهداء والقتلى مجرد أرقام على صفحات وسائل الإعلام وتقارير المنظمات الدولية.
أما القضاء على غطرسة الغرب الكافر وتجبُّره وقيمه الفاسدة، والتخلص من ظلم الحكام الرويبضات ومحو عارهم الذي ألحقوه بالمسلمين، وعودة تلك القيم السامية والأخلاق النبيلة التي أمر بها رسول الله e، فهو بعودة الأمة الإسلامية إلى سابق عزها ومجدها، في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستخرج المسلمين والبشرية جمعاء من ظلم الرأسمالية، وشقاء الديمقراطية إلى رحمة الإسلام وعدل تشريعاته ونبل قيمه وسمو مُثُله. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
رأيك في الموضوع