أكدت جريدة التحرير التي يصدرها حزب التحرير / ولاية تونس، أن حكام تونس بدءاً من بورقيبة ومروراً ببن علي وصولاً إلى أبطال الجمهورية في جزئها الثاني اليوم، قد أدركوا أن الحداثي المتميز يجب أن يتصف بالعمالة أولاً وبالسخافة ثانياً... وتحت عنوان "العمالة والسخافة... من ثوابت دولة الحداثة"، أوردت جريدة التحرير في افتتاحية عددها الصادرالاثنين، أن العمالة تقتضي أن يكون الماسك بمقاليد الحكم ومَن وراءه معادين حد النخاع للإسلام بوصفه عقيدة ينبثق عنها نظام يشتمل على معالجة جوانب الحياة، والاكتفاء به عقيدة روحية لا يتجاوز مداها أبواب المساجد. أما السخافة فيتم الاستنجاد بها كلما بان عوار أرباب الحداثة، وظهر عجزهم عن تقديم البدائل. وذكرت الافتتاحية السبسي مثلاً، فقد صرح أنه لا خوف على تونس بكفالة الأولياء الصالحين بقيادة سيدي بو سعيد. ولما انتهى مفعول السخافة ووقف الناس على خيبة "سي الباجي" وحزبه، قفز "السبسي" على صهوة صنم "بورقيبة" وأعلنها مجلجلة لا خلاص لكم إلا بتمجيد وتقديس باني دولة الحداثة والغوص في غياهب فكره وذلك ببعث صنمه مجدداً. وأضافت افتتاحية جريدة التحرير أن الموظف الأمريكي رئيس الحكومة الجديد يوسف الشاهد اقتفى أثر السبسي، فأشار علينا بالتقشف. ووقف في أحد المطاعم الشعبية ليؤكد لنا أن التزامه بأوامر صندوق النقد الدولي ليس إلا حرصاً منه على نفع البلاد والعباد وكل ما في الأمر مجرد ألم سيتعودون عليه بمرور الوقت فلن يضرهم شيء إذا اشتدت حدة الألم قليلاً على يد وزير حكومة يأكل مما يأكلون، يدعمه رئيس يتكلم كما يتكلمون، إضافة إلى حرصه الشديد على تجسيد هيبة دولة الحداثة والتي تحددها طبيعة مصالح دولة المسؤول الكبير، وهذا يستدعي مزيداً من العمالة وكمّاً هائلاً من السخافة، وتلك هي دولتهم... دولة الحداثة. (إذاعة حزب التحرير / ولاية سوريا)
رأيك في الموضوع