على خلفية مجزرة "منبج" التي استشهد فيها نحو 200 مدني جلهم من النساء الأطفال، أعلنت قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، يوم الجمعة الماضي أن قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ "قسد" هي من زودتها بإحداثيات المكان، والذي تم قصفه من قبل قوات التحالف.
وقال المتحدث باسم التحالف، كريستوفر غارفر، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، مساء يوم الجمعة الماضي، إن "الغارة كان من المقرر أن تستهدف كلاً من المباني والمركبات التابعة لداعش، إلا أن تقارير وردت لاحقاً من مصادر مختلفة تحدثت عن احتمال وجود مدنيين بين مسلحي التنظيم الإرهابي يستخدمهم كدروع بشرية".
وأضاف "غارفر" أن الهجوم ضد تنظيم الدولة في منبج تم بناءً على معلومات من "قوات سوريا الديمقراطية"، موضحاً أن الأخيرة أبلغت قوات التحالف الدولي عن وجود موكب كبير من عناصر التنظيم يستعد لهجوم ضد قوات المعارضة في المنطقة.
وأشار إلى أن التحالف سيحدد ما إذا كانت المعلومات موثوقة بشكل كافٍ لإجراء تحقيق رسمي، وتابع قوله "نبذل جهداً لتجنب سقوط ضحايا مدنيين أو أضرار جانبية لا داعي لها وللتقيد بمبادئ قانون النزاعات المسلحة".
واستشهد أكثر من 212 مدنياً وعدد كبير من الجرحى في مجزرة مروعة بقصف التحالف قرية التوخار التي تبعد 13 كم شمال منبج شرق حلب، في الوقت الذي تحاول "قسد" السيطرة عليها من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية". (موقع قناة أورينت)
تظن الدول الغربية أن إجرامها بحق المسلمين في الشام وغيرها من بلاد المسلمين لا يزال خافيا، وأنها تستطيع ببعض الذرائع التي تقدمها أن تقنع الناس بأنها لا تتعمد قصف المدنيين وقتلهم.. والحقيقة أن سياسة أمريكا ومن معها في الشام تقوم على القتل والحصار والتجويع لإخضاع أهل الشام لسياستها. فأمريكا والدول الغربية، وبعد فشلهم في الحيلولة دون إدراك المسلمين لواقع مبدأ الإسلام من أنه دين والدولة جزء منه وهي طريقة لتطبيقه كاملا في واقع الحياة وحمل دعوته إلى العالم، وبعد ما أظهره المسلمون من توق للعيش على أساس الإسلام، ومن سعي للتحرر من نفوذ الدول الغربية وهيمنتها على الأوضاع في البلاد الإسلامية، لم تعد تلك الدول تجد وسيلة للوقوف في وجه تقدم المسلمين سوى اتباع سياسة الحديد والنار ضدهم.. وها نحن نرى التدمير والقتل والحصار والتجويع وتكميم الأفواه وغير ذلك على امتداد العالم الإسلامي، تقوم به الدول الغربية مباشرة من خلال جيوشها وطائراتها وأسلحتها أو من خلال الحكام العملاء لها.. فلقد بلغ القتل مبلغا عظيما في الشام، وكذلك في ليبيا والعراق واليمن ومصر وغيرها من البلاد الإسلامية، وهي كلها محاولات من الدول الغربية وأتباعها لكسر إرادة الأمة لتبقى في بيت الطاعة الغربي وليستمر خضوعها للدول الغربية وسياساتها. وإن التغيير قادم بإذن الله، وإن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لعائدة بإذن الله، فذلك وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله e، فما على المسلمين إلا الثبات والصبر والسير في الطريق الصحيح للتغيير، الطريق الذي لا ركون فيه إلى الدول الغربية الكافرة ولا إلى الدول التابعة لها في البلاد الإسلامية، الطريق الذي سلكه رسول الله e في إقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة. قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
رأيك في الموضوع