قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين يوم الأربعاء الماضي إن ألمانيا وفرنسا ترغبان في توثيق علاقاتهما الدفاعية في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا التي "شلت" في الماضي مثل هذه المبادرات. وأضافت في معرض تقديمها لتقرير عن السياسة الأمنية الألمانية أن ألمانيا وفرنسا ستقودان محادثات مع دول أخرى لاختبار رغبتها في إقامة مشروعات مشتركة وبهدف بعيد المدى هو اتحاد أمني ودفاعي مشترك.
وقالت فون دير ليين في مؤتمر صحفي "أستطيع أن أخبركم من واقع خبرتي أن بريطانيا في الماضي قالت إنها لن تقوم بمثل هذه الأشياء." وأضافت أن "ذلك تسبب في شلل للاتحاد الأوروبي إزاء مسائل السياسة الخارجية والأمنية. هذا لا يعني أن (الجزء) الباقي من أوروبا سيبقى غير فعال لكننا نرغب في التحرك قدما إزاء هذه المسائل الكبرى."
واقترحت الوزيرة بناء "مقر مدني-عسكري" تنشر انطلاقا منه بعثات الاتحاد الأوروبي إضافة إلى قوة طبية أوروبية.
وقالت الحكومة في تقريرها بشأن سياسة الأمن "إن البيئة الأمنية لألمانيا صارت أكثر تعقيدا واضطرابا وديناميكية وبذلك تزداد فيها (حالة) عدم اليقين." (رويترز)
: إن كلام وزيرة الدفاع الألمانية يشير إلى سعي ألمانيا للقيام بدور يليق بإمكاناتها وطموحها. فالوزيرة الألمانية تؤكد على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يسهل قيامها بهذا الدور، فقد كان وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عامل إضعاف للاتحاد بسبب أن بريطانيا كانت تكثر من تدخلاتها في شؤونه وهي تضع رجلا فيه ورجلا خارجه وكانت تعمل على استغلاله لتحقيق سياساتها في أوروبا وخارجها، وهو ما كان قد دفع الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول إلى رفض طلب بريطانيا دخول الاتحاد مرتين عندما تقدمت بطلب دخوله عام 1961. ولا ننسى أن ألمانيا دولة كبرى وكادت في وقت من الأوقات من القرن الماضي أن تصبح الدولة الأولى في العالم، وإن ما تملكه ألمانيا من إمكانات اقتصادية وقدرات صناعية وعسكرية وتعداد سكاني وشعب واثق بنفسه ولديه طموح قوي في السيادة يجعلها قادرة على الوصول إلى التأثير في السياسة الدولية متى توفرت الإرادة السياسية عند حكامها لتحقيق ذلك. وفي السياق نفسه أتى تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في شهر أيلول من العام الماضي حين قالت: "إنه حان الوقت لإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليكون مُعبِّرا بحق عن توزيع القوى في أنحاء العالم".
رأيك في الموضوع