إن مصطلحات الوسطية والاعتدال في مفهوم الإعلام والثقافة وأفكار بعض المسلمين اليوم هي مفاهيم خطرة مدسوسة على المسلمين وهي دعوة صريحة إلى تحريف الإسلام لتغييره إلى دين آخر يرضى به الغرب الكافر المستعمر بقيادة أمريكا. فالوسطية والاعتدال عندهم تعني التنازل عن أحكام الإسلام التي لا تتوافق ومصالح الغرب في بلاد المسلمين من مثل: نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي في الإسلام والدستور ومناهج التعليم، وهذا كفر وليس وسطية، قال تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾.
أما ربط العقيدة الإسلامية بأنظمة المجتمع وتطبيق الأحكام الشرعية في كافة مناحي الحياة بشكل عملي وفعلي فلن يتحقق إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة وهي الكيان السياسي التنفيذي ونظام الحكم في الإسلام فيها السيادة المطلقة للشرع، وأساس دستورها العقيدة الإسلامية فقط، ومصادر القوانين فيها القرآن الكريم والسنة وما أرشدا إليه فقط، وعلى حاكم المسلمين تنفيذ جميع أحكام الله جل وعلا ورسوله ﷺ، ودولة الخلافة الراشدة هي التي ستنهض بالأمة الإسلامية وستوحدها وستطرد النفوذ الغربي من بلاد المسلمين إن كان في شكل غزو ثقافي أو إعلامي أو عسكري أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، كما هو الحال اليوم. وهذا الربط يتحقق برد جميع القضايا في حياة الناس لإيجاد الحلول والمعالجات وتنظيمها ورعاية شؤون البشرية جمعاء برد جميع القضايا لشرع الله خالق الإنسان والحياة والكون، قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾.
ووسط كل هذه المؤامرات والجائحات والمصائب، على الناس أن يحاسبوا أنفسهم وأن يستمعوا لنصيحة المخلصين ومن يعمل لإقامة الخلافة الراشدة استجابة لأمر الله تعالى وعلى طريقة رسوله ﷺ ففي ذلك النجاة وسبيل الخلاص. قال سبحانه وتعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ الله إِلَهاً آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾. وقال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
رأيك في الموضوع