ليس معنى الهجرة كما يسوقها بعض المسلمين على أنها قصة تاريخية تحكي مواقف الظلم والاضطهاد ثم الهروب بالنفس والدين إلى المدينة المنورة، بل المعنى الحقيقي هو قوله سبحانه تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
أمر من الله تعالى بالهجرة إلى المدينة بعد أن توفرت مقومات قيام دولة تحفظ للإسلام هيبته وتطبق شريعته وتحمي رعيته وتنسي المسلمين عذابات الماضي.
مقومات أوجدها الرسول ﷺ بإيجاد كتلة تحمل الإسلام وتجعله قضيتها المصيرية.
وأوجدها الصحابة رضوان الله عليهم بإيجاد رأي عام على عقيدة الإسلام ومشروع دولته، ومقومات عمل عليها الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه فأعدّ أهل النصرة من المدينة فكان الأنصار كسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين، عندما آمنوا بدعوة النبي ﷺ ونصروا مشروعه بالقوة التي يمتلكونها.
فأين لنا اليوم بسعد وأسعد لينصروا هذه الأمة ويزيلوا عنها عذاباتها؟! اللهم عجل بهم وأعزّ دينك وانصر عبادك الصادقين.
رأيك في الموضوع