لقد كان بيت المقدس عبر التاريخ هو القضية التي تلم شعث الأمة الإسلامية، فتستجمع عليها قواها وتتجاوز وهنها فتدحر عدوها، وعلى أرضها هزمت الصليبيين ودحرت المغول، وإنها اليوم قادرة على اقتلاع كيان يهود الغاصب من جذوره، وردع من يقف خلفه، بل وردّ عدوان كل من تسول له نفسه العدوان عليها، وما الوهن الحاصل فيها إلا طارئ بسبب خيانة حكامها الذين يحرصون على إظهارها بمظهر الضعيف ويغرسون هذا الوهم في أبنائها، فالمغضوب عليهم كيانهم هش وجنودهم لا يجرؤون على المواجهة المباشرة، فإذا ما سمعوا أزيز الطائرات الباكستانية والتركية، وهدير الدبابات المصرية، وهزيم المدفعية الأردنية لتجدنهم صرعى في أماكنهم خوفاً ورعباً، فأروا الله من أنفسكم ما تستنزلون به نصره عليكم.
وإنكم يا جيوش المسلمين والله لقادرون على أن تجعلوا كيان يهود أثراً من بعد عين، وتشردوا به من خلفه من القوى الاستعمارية، فعدوكم أشد الناس حرصاً على حياة، وأنتم التواقون للشهادة وتحرير مسرى نبيكم، فلا تضللنكم مبررات الحكام الواهية ولا تخاذلهم بل تآمرهم أو تذرعهم بقوة كيان يهود العسكرية أو الظروف الدولية، فنحن لا ننتصر بكثرة عدد أو سلاح، بل بإيمان المؤمنين وعزيمة الصادقين وبتوكلنا على القوي العزيز الذي بيده وحده النصر، فثقوا بدينكم واصدقوا الله يصدقكم وانصروه ينصركم.
رأيك في الموضوع