وجّه حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين كتابا مفتوحا إلى دوائر الإفتاء والأئمة والخطباء، أكّد فيه على: أنّ العلماء هم أحق الناس بالصدع بالحق والإنكار على الظالمين وحكام الطاغوت. مشيرا إلى أن حديث «أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ» كان لعذر المطر أثناء السفر، ولعذر يمنع الناس من الوصول إلى المسجد، وليس دليلاً على جواز إغلاق المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها، بزعم المحافظة على أرواح الناس وصحتهم، وأسف حزب التحرير في كتابه: أن أفتى المفتون بذلك، وبرروا فتواهم بطاعة أولي الأمر أو أن الأحكام تؤخذ بالظن، وأن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان، وأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وحفظ الأبدان مقدم على حفظ الأديان، فقدموا لفتواهم بهذه الأحكام بشكل مغلوط ومعوج لتبرير جريمة الحكام في إغلاق بيوت الله وتعطيل صلاة الجمعة. وتساءل الكتاب: ألا تتمعر وجوهكم غضباً لله وأنتم ترون بيوت الله مغلقة وبنوك الربا مشرعة الأبواب؟!! ألا يؤلمكم ما تقوم به الأجهزة الأمنية المجرمة من ملاحقة واعتقال من يقيمون صلاة الجماعة ولو كانوا بضعة أفراد، أما هم وزبانيتهم فيجتمعون ويحتشدون في أكثر من مناسبة واجتماع، ثم يتكئون في جريمتهم على فتوى من أفتى بجواز إغلاق المساجد.
ومما جاء في الكتاب المفتوح: "أيها الإخوة: إن الإجراءات التي قامت بها الأنظمة المجرمة في بلاد المسلمين تجاه الوباء كانت اتباعاً لما قامت به الدول الغربية وامتثالاً لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، وهذه الجهات لا يمكن أن تقدم المعالجة الصحيحة لهذا الوباء لأنها بعيدة كل البعد عن المنهج الصحيح في رعاية شؤون الناس، فهي دول ومؤسسات رأسمالية تنظر إلى القضايا والمشاكل من زاوية نفعية فقط، ولا تقيم وزناً لأي اعتبار آخر... ولهذا تخبطت في إجراءاتها وكان لإجراءاتها آثار مدمرة على مصالح الناس واقتصاد البلاد، وهي الآن تحاول استدراك ما تسببت به، ولكنهم قوم لا يعقلون ولا يفقهون...
والنهج الصحيح في رعاية شؤون الناس هو القيام بما يلزم من الإجراءات التي تحفظ على الناس دينهم ومصالحهم وأرواحهم، بحيث يؤدون شعائر الإسلام على وجهها، ويقومون بمصالحهم فلا تتعطل، ويُصاحب هذا محاصرة للوباء ومعالجته حيث يظهر...
ألا تتمعر وجوهكم غضباً لله عندما تسمعون المؤذن ينادي "الصلاة في بيوتكم" والناس متزاحمون في الأسواق؟! ألا تتمعر وجوهكم غضباً لله وأنتم ترون بيوت الله مغلقة وبنوك الربا مشرعة الأبواب؟!!
ألا يؤلمكم ما تقوم به الأجهزة الأمنية المجرمة من ملاحقة واعتقال لمن يقيمون صلاة الجماعة ولو كانوا بضعة أفراد، أما هم وزبانيتهم فيجتمعون ويحتشدون في أكثر من مناسبة واجتماع، ثم يتكئون في جريمتهم على فتوى من أفتى بجواز إغلاق المساجد، أيرضيكم هذا؟!"
وخلص الكتاب إلى القول: إن هؤلاء الحكام لن يوفقهم الله إلى خير. وسيبقون يتخبطون خبط عشواء كالذي يتخبطه الشيطان من المس إلى أن يأذن الله تعالى بنصره، ونظنكم تدركون وتتابعون ما عليه العالم الآن فهو يتهيأ لاستقبال الإسلام ودولة الخلافة التي ستكون فرجاً للناس جميعاً وعزاً للمؤمنين، إنها خلافة على منهاج النبوة، وعد الله سبحانه وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فاتقوا الله تعالى واجعلوا لكم سهماً في إقامتها والدعوة إليها لتكونوا من الفائزين.
رأيك في الموضوع