يأتي علينا رمضان هذا العام ليس كأي رمضان مررنا به من قبل. حيث فقد العديد من إخواننا وأخواتنا للأسف أحباءهم نتيجة فيروس كورونا على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بينما آخرون يدخلون المستشفيات بسبب العدوى. كل هذا، بينما تواجه أمتنا في سوريا واليمن وكشمير وقطاع غزة وأراكان (ميانمار) وتركستان الشرقية وأماكن أخرى من بلادنا الإسلامية والعالم، هذا الوباء في الوقت الذي تتعرض فيه لوابل من القنابل والرصاص أو بينما تعاني من ظروف لا تطاق من ظلم الاحتلال أو الاضطهاد في مخيمات اللاجئين (مخيمات الموت). كما تسببت حالات الإغلاق في معظم الدول في معاناة العديد من إخوتنا وأخواتنا من ضائقة مالية شديدة، في حين إن آخرين بعيدون عن أسرهم وأهلهم وأصدقائهم. والكثير منا محرومون من فضل صلاة الجمعة وصلاة التراويح والاجتماع معا على مائدة الإفطار.
في خضم كل هذه السلبية والظلام، يمكن أن يكون من الصعب في بعض الأحيان أن نرى أي شعاع ضوء أو بصيص أمل. ومع ذلك، فإننا بوصفنا مسلمين، يخبرنا ديننا الحنيف أن الاختبارات والمحن، والمصائب والويلات توفر لنا فرصة للعود الحميد والإنابة إلى الله تبارك وتعالى. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.
لذلك فإن الابتلاءات والويلات تقدم لنا نحن المسلمين فرصة لنثبت لخالقنا سبحانه وتعالى أننا مخلصون في إيماننا أوفياء لديننا، إذا استثمرناها كوسيلة لكسب المزيد من التقرب إلى الله والخضوع له سبحانه وتعالى. إنها فرصة سانحة لنا لتقييم أنفسنا سواء على الصعيد الفردي أو بصفتنا أمة حول نقاط ضعفنا وتقصيرنا في طاعة الله تعالى والتزام جميع أوامره حتى نتمكن من التغلب على جميع هذه الصعاب ونصبح أكثر عبادة لله عز وجل. كما أنها أيضا فرصة للتفكير في حالة العالم الذي نعيش فيه، والنظم والمبادئ والقوانين التي تحكم البلاد والتي تزيد من حدة الأزمات التي تؤثر على الأمم، بما في ذلك الوباء الحالي (كوفيد-19)، فضلا عن أنها تتسبب في جبل المشاكل التي نرى البشرية تعاني منها اليوم؛ إنها فرصة للتفكير في كيفية تغيير كل هذا. لذا فإن الاختبارات والمحن هي فرصة لإحداث تغيير إيجابي حقيقي داخل أنفسنا وبلادنا وعالمنا.
إذن كيف يمكننا أن نستغل رمضان في الخسارة التي عانينا منها، أو الويلات أو الصعوبات التي نواجهها لنظهر أقوى؟ وأقوى كأمة في صفاتنا وتفكيرنا وفهمنا لديننا حتى نتسنم المكانة الرفيعة والمنزلة السامية التي أرادها الله لنا في هذه الدنيا؛ شهداء على الناس في سبيل دينه، حتى نتمكن من تحقيق النجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة.
ستتناول الأخوات في القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير هذه المسألة "السعي إلى النجاح في مواجهة البلاء" خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1441هـ.
لمتابعة الحملة على الرابط التالي:
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/hizb-campaigns/67595.html
رأيك في الموضوع