على وقع ما تشهده محافظة إدلب من تداعي جبهاتها، ووصم فصائل "الجيش الحر" والكتائب الإسلامية بعدم مواجهة النظام "بشكل حقيقي"، ما مكّن عصابات أسد من السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري وعلى عشرات القرى، قاد شباب وأنصار حزب التحرير سلسلة مظاهرات ووقفات بعد صلاة الجمعة الماضي شملت ما تبقى من المناطق المحررة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، طالبت بفتح المعارك والجبهات ضد قوات النظام النصيري ووقف تقدمها بعد وصولها إلى مشارف مدينة سراقب شرق إدلب. حيث خرجت مظاهرة في مدينة إدلب نظمها شباب وأنصار الحزب إسقاطًا للقادة المرتبطين ودعوة لتسليم السلاح لأهله. وعبرت إحدى اللافتات المرفوعة عن ذلك فخاطبت القادة بالقول: "إذا أثقل كاهلكم المال السياسي ولم تستطيعوا الجهاد فأعطوا السلاح الثقيل للأمة تدافع به عن أرضها"، وقالت لافتة أخرى: "إن حلب سلمت بعد درع الفرات وإدلب قد تسلم بعد غصن الزيتون"، متسائلة: "هل يصحوا الغافلون؟!". أما في ريف إدلب الشمالي، فقد خرجت مظاهرات مماثلة في كل من مدينة سلقين وبلدتي سرمدا وكللي ومخيمات دير حسان ومخيمات الكرامة وقرية تل الكرامة. في وقت أطلق مجلس الوجهاء والأعيان العام في مخيمات الشمال المحرر نداء للفصائل قادة وأفرادًا.
إلى ذلك، نظم شباب حزب التحرير بريف حلب الغربي وقفة في بلدة كفر تعال، وخاطبت الهتافات واللافتات المرفوعة قادة الفصائل قائلة: "السلاح الثقيل ملك للأمة، أعيدوه لها حتى تدافع عن أعراضها"، وكذلك طالبت وقفة مماثلة في بلدة السحارة قادة الفصائل أن "سلموا السلاح الثقيل وافتحوا المخازن لمن لا يلتزم بخطوطكم الحمر". وتظاهر العشرات ضد الفصائل العسكرية في مدينتي كفر نبل وبنش بمحافظة إدلب، وهتف المتظاهرون ضد الفصائل العسكرية، وحثوها على تقديم السلاح للأهالي لـ"الدفاع عن أنفسهم". بينما اقتحم أهالي مدينة بنش خلال المظاهرة مركزًا للشرطة التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" وهتفوا بإسقاطها ومزقوا لافتة المركز، وقال أحد المتظاهرين إن أهالي بنش خرجوا للتعبير عن غضبهم نتيجة تقدم قوات النظام، لافتًا إلى أن الأهالي اتهموا فصائل "الحر" والكتائب الإسلامية بعدم مواجهة النظام "بشكل حقيقي". وذكر ناشط من كفر نبل أنهم خرجوا لإسقاط القادة، ودعوة للناس لإحياء روح الثورة السورية، وتحفيز المقاتلين لصد قوات النظام.
رأيك في الموضوع