ليبيا إلى أين؟؟
عقد المبعوث الأممي برناردينو ليون عدة اجتماعات في ليبيا والجزائر وبلجيكا والصخيرات بالمغرب إضافة إلى اجتماع زعماء القبائل في مصر سعيا منه بل إصراراً على حل الأزمة الليبية قبل دخول شهر رمضان وذلك بتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين الليبيين وللوصول إلى حل توافقي يتم بموجبه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويبدو أن برناردينو متفائل بما أنجزه ويعتبر أن ليبيا تسير في الطريق السليم نحو حل ينهي كل مظاهر الأزمة، في حين تناقلت وسائل الإعلام تصريح دبلوماسي بريطاني لم يكشف عن اسمه أن الحل في ليبيا لن يكون سهلا ما دامت فجر ليبيا خارج اللعبة السياسية، وما اجتماع الجزائر وبلجيكا بالمغرب إلا محاولات فاشلة لتسوية الوضع الداخلي. ويرى الحل إما في التقسيم أو إلغاء صفة "الإرهاب" والتشدد عن فجر ليبيا وإشراكها في الحوار الوطني.
إن الأحداث الميدانية في ليبيا تفند ما صرح به ليون وتؤكد تصريح الدبلوماسي البريطاني، حيث تضاعفت الأعمال العسكرية في الداخل وصعد الجيش الليبي عملياته الاستباقية بعد اختطاف ضابط عسكري من قبل تنظيم الدولة الذي تكبد خسائر مادية وبشرية على غرار اغتيال 11 عنصرا من عناصره. إضافة إلى الغارات الجوية الأمريكية على معاقل لتنظيم الدولة والقاعدة، والأهم من هذا كله ما صرح به الطيب البكوش وزير الخارجية التونسي عن غلق تونس لقنصليتها بطرابلس بعد تواتر الأعمال "الإرهابية" واختطاف مدنيين ودبلوماسيين.
هذا القرار ربما يرضي شقاً من الحكومة في حين أن تونس تحتاج إلى تواجد في ليبيا خاصة بعد التهديدات على حدودها الشرقية. وتعليقا عن هذا القرار صرح مسؤول بقوات فجر ليبيا لموقع "العربي الجديد" أن هناك أطرافا تعمل على توتر العلاقة بين تونس وفجر ليبيا لتنحاز إلى حكومة طبرق والسيد الباجي قائد السبسي رجل حكيم".
إن المدقق في واقع ليبيا يلاحظ شدة الصراع بين القوى الاستعمارية؛ إما لبسط نفوذها أو المحافظة عليه، وما الفرقاء السياسيين في الداخل إلا أدوات لهذا الصراع، وليبيا تتجه إلى المجهول وربما بقرار أحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ليعاد سيناريو العراق...
بقلم: سالم الهوام
رأيك في الموضوع