حذرت الأمم المتحدة الأربعاء 19 صفر 1439ه الموافق 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م من أنه إذا لم يرفع التحالف بقيادة السعودية الحصار الذي يفرضه على اليمن منذ الاثنين فإن هذا البلد سيواجه (المجاعة الأضخم) منذ عقود مما قد يؤدي لسقوط ملايين الضحايا!
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إبقاء الموانئ والمطارات في هذا البلد مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية قد قرر إغلاق منافذ اليمن بعد اعتراض القوات السعودية فوق مطار الرياض صاروخا باليستيا أطلقه تحالف الحوثي/ صالح، ما أدى إلى سقوط شظايا منه في حرم المطار.
وإلى ذلك فإن اليمن يعاني منذ قرابة ثلاثة أعوام أهوال الحرب الدائرة هناك بين تحالف الحوثي/ صالح من جهة وبين عبد ربه هادي ومن خلفه التحالف العربي من جهة أخرى.
ويعاني أهل اليمن من سوء الأحوال المعيشية من نقص في مصادر الطاقة، وانعدام الكهرباء، وتردي الخدمات، وتراجع حاد في الخدمات الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية والإسهالات، وليس آخرها مرض الكوليرا، الذي حصد أرواح الآلاف من أهل اليمن وفق إحصاءات الأمم المتحدة، وهذا التردي في الأوضاع لا يخص المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وصالح، بل يشمل كل مناطق اليمن بما فيها التي تقع تحت سيطرة الرئيس هادي والإمارات (المناطق المحررة)، ويأتي إغلاق المنافذ ليزيد الطين بلة، ويطبق الحصار على هذا البلد المنكوب مما قد يفضي إلى أكبر مجاعة (المجاعة الأضخم) على حد وصف الأمم المتحدة، إذ يحتاج اليوم أكثر من عشرين مليوناً من أهل اليمن للمساعدة، أضف إلى ذلك تدهور العملة المحلية أمام العملات الصعبة ما أدى إلى زيادة حادة في أسعار السلع ومواد التموين الغذائي، ما يجعل وقوع الكارثة وشيكا.
وكانت 15 منظمة إنسانية قد دعت إلى استئناف إرسال المساعدات فورا منعا لوقوع "كارثة".
وعلى الصعيد السياسي فإن الدول الكبرى المتصارعة على النفوذ والسلطة في اليمن لم تتفق بعد، ولا زالت أمريكا تروج لفرض الحوثيين جزءا من السلطة القادمة في اليمن من خلال مبادرة كيري أو نسختها المعدلة التي يسوقها المندوب الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بينما يقف الإنجليز بصلابة خلف هادي في شكل مشروعه الاتحادي، وخلف صالح عن طريق الإمارات في مشروع اليمن الموحد، إلا أن السعودية المتنفذة في الداخل اليمني تعرقل ذلك، عن طريق إشاعة الفوضى في عاصمة الجنوب عدن، وفِي المناطق الجنوبية الأخرى، حتى يخضع هادي ومن يقف خلفه ويدخل في حوار مع الحوثيين تحت غطاء مبادرة كيري الأمريكية، وما يؤيد ذلك هو ما نشرته وسائل الإعلام المختلفة من أن هادي وبعض وزرائه تحت الإقامة الجبرية في الرياض، ورغم نفي حكومة هادي ذلك، إلا أن واقع الحال أن هادي لا يملك أمر عودته إلى داخل اليمن، ما يزيد الضغوط الواقعة عليه من السعودية للاستجابة للمبادرة الأمريكية التي تجعل لأمريكا حليفا لها في اليمن من الحوثيين وبعض قوى الحراك الجنوبي.
وفِي ظل قتامة المشهد، إلا أن انكشاف القيادات العميلة للغرب الكافر أضحى واضحا لا تخطئه العين، فهم قد ساموا الأمة الإسلامية سوء العذاب، ما يرفع وعي الأمة حول واقعها السياسي وعودتها إلى مبعث عزها ورفعتها ومحررها من ربقة الاستعمار المتستر خلف القيادات العميلة، ألا وهو نظام الإسلام المنبثق من عقيدة الأمة والذي يحقق لها العدالة والرفاه في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ كان نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام، قد بشر بعودتها، وها نحن اليوم نشهد بزوغ فجرها بإذن الله.
رأيك في الموضوع