بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
أيها المسلمون... يا حملةَ الدعوة الأكارم... أيها المشاهدون... أيها المستمعون...
يا كلَّ من كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أزف إليكم أيها الإخوة في هذه الليلة الطيبة بشرى بأمرين كريمين:
الأول: قدوم شهر رمضان المبارك:
بعدَ تحرّي هلالِ رمضانَ المُباركِ في هذه الليلةِ ليلة السبت السابعِ والعشرين من أيار/مايو عام 2017 فقد ثبتَتْ رؤيةُ الهلالِ رؤيةً شرعيةً وذلك في بعضِ بلادِ المسلمين، وعليه فإنّ غداً السبت هو أوّلُ أيّامِ شهرِ رمضانَ المبارك...
فقد أخرجَ البُخاريُّ في صحيحِهِ مِن طريقِ محمدِ بنِ زيادٍ قال: سمعتُ أبا هريرةَ رضي اللهُ عنه يقول: قال النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّمَ أو قال: قال أبو القاسمِ صلى الله عليه وآله وسلم: «صوموا لِرُؤيتِهِ وأَفْطِرُوا لرؤيتِهِ فإنْ غُـبِّيَ عليكم فأَكْمِلُوا عِدَّةَ شعبانَ ثلاثين».
لقد جعل الله هذا الشهر الكريم له سبحانه خاصة يجزي فيه من يشاء بغير حساب «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» كما قال صلوات الله وسلامه عليه في حديثه القدسي المتفق عليه. إنه شهر مشهود له في تاريخ الإسلام، فيه أُنزل القرآن الكريم ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، وفيه كان المسلمون يتنافسون بالخيرات حيث تُضاعف الأجور والحسنات ويرجون من الله مغفرة الذنوب بصدق صيامهم وإخلاصهم، جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ e، قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»... وكان خليفتهم وولاتهم يحفظون أمن البلاد والعباد، ويحملون الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد. كان خليفة المسلمين يحكمهم بشرع الله، ويجاهد بهم في سبيل الله، فتجوب جيوشهم فيافيَ القفار وتخوض مراكبُهم عبابَ البحار لإعلاء كلمة الله ونشر العدل في ربوع العالم. تخاطبُ جيوشهم مياه المحيط: لو كنا نعلم بلاداً خلفكَ لخضناك لرفع راية الإسلام، وينادي خليفتُهم السحاب: أنزل ماءك حيث شئت فهو بإذن الله ساقٍ بلادَ المسلمين. والمسلمون من خلف خليفتهم، يشدّون على يديه إذا أحسن ويحاسبونه إن أساء، وهو وهُم أمام شرع الله سواء. والأمة والدولة والمجتمع يحركها الإسلام وتتحرك به. تستقبل رمضان بوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة، وتودِّعه محزونةً لفراقه، مشتاقة للقائه لتشهد معه وبه الخير، فتفوزَ في الدارين وذلك الفوز العظيم.
ونحن نسأل الله سبحانه أن يكون هذا الشهر خيراً وبركة على المسلمين أجمعين، وأن يأتي رمضان القادم وقد أقيمت الخلافة الراشدة، وكان الخليفة هو من يرعى تحرِّيَ هلالِه، ويَتمُّ الإعلان عنه من خلاله، ومن ثم يعيده شهرَ نصرٍ وجهاد، وبركةٍ ورحمة للعباد، وعندها يستظل رمضانُ بظل الخـلافة، ويعود له ضوؤه ومضاؤه، ويعود شهرَ عبادة وجهاد، وتعود إليه تكبيرتاه: تكبيرةُ المؤذن معلنةً للصائم فطرَه، وتكبيرةُ المجاهد معلناً بها نصرَه، وإنه لقريب بإذن الله ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾.
والأمر الثاني الذي أبشركم به فهو انطلاقة قناة "الواقية" في هذه الليلة المباركة... فقد أثمرت هذا اليوم شجرةُ الإعلام في حزب التحرير، أثمرت ثمرةً مضيئة، طيبةً مباركة، تلذ بها الأعين، وتشفى بها الصدور... ثمرةً تقي مُشاهِدَها الزلل والخداع والتضليل، تصدع بالحق وتُزهق الأباطيل... ثمرةً تشهدها الأبصار، وتُنار بها البصائر... ثمرةً تحمل الخيرَ لأهلها ولكل من كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد... ثمرةً اسمها واقية، ومسماها واقية، ولنعم الاسمُ والمسمى، فهي تنير الطريق، وتهدي السبيل بقول الحق الذي تصدع به: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾...
وأخيراً وليس آخراً فإني أفتتح بسم الله قرةَ العين الواقية، لتلحق بأختيها الإذاعةِ والراية فيصدعْن معاً بالكلمة الطيبة المسموعة والمقروءة والمرئية، فتُنيرَ البصائر، وتُحييَ القلوب، وتنقلَ الخير إلى أقاصي الدنيا، وترقى به إلى عنان السماء: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
ليلة السبت، الأول من رمضان 1438هـ الموافق 2017/05/27م -
رأيك في الموضوع