(مترجم)
عقدت انتخابات الرئاسة الصومالية يوم 8 شباط/فبراير 2017 في قاعة داخل مطار آدم عدي الدولي، في مقديشو، وانتخب البرلمانيون محمد عبد الله محمد "فرماجو"، رئيس وزراء الصومال السابق بين عامي 2011 و2015 ومؤسس الجناح السياسي/ حزب تايو. فاز محمد بالانتخابات بـ 184 صوتا من أصل 328 صوتا. وفيما وصف بأنه انتقال سلمي للسلطة بعد أن اعترف الرئيس الحالي بالهزيمة وهنأ فرماجو، ينظر إلى الانتخابات على أنها محاولة نحو تحقيق حل دائم لمشاكل كثيرة تواجه الصومال والتي تشمل الحرب والفقر والفساد. الجدير ذكره هو أن هذه هي الانتخابات التاسعة التي عقدت في بلد تجتاحه الحرب.
الصومال التي تأسست في عام 1960 من محمية بريطانية سابقة ومستعمرة إيطالية، دخلت في حرب أهلية بعد سقوط النظام العسكري للدكتاتور اللواء سياد بري عام 1991 والذي حكم البلاد لأكثر من 20 عاما.
تمت في الانقلاب إزالة الحزب الاشتراكي الصومالي الثوري لبري من السلطة من قبل تحالف جماعات المعارضة المسلحة، وكان من بين المليشيات الجبهة الديمقراطية الصومالية للإنقاذ ، والمؤتمر الصومالي الموحد، والحركة القومية الصومالية، والحركة الوطنية الصومالية. وقد شاركت الجماعات السياسية غير العنيفة أيضا في الانقلاب.
بعد الإطاحة بنظام بري والاستيلاء على السلطة من قبل علي مهدي محمد الذي كانت سلطته فقط في العاصمة مقديشو، ظهرت الاشتباكات بين أمراء الحرب من أجل السيطرة على مقديشو. اشتبك علي مهدي محمد والجنرال محمد فرح عيديد على السلطة، وبالتالي اكتسبت الحرب الأهلية الزخم، حيث مزقت البلاد إلى إقطاعيات عشائرية وانفصلت فعليا المنطقتان الهادئتان نسبيا في الشمال أرض الصومال وأرض البنط. واكتسب الوضع اهتماما دوليا حيث أرسلت الولايات المتحدة تحت ما يسمى المساعدات الإنسانية نحو 30000 جندي إلى الصومال في "عملية إعادة الأمل". وكانت هذه العملية المسلحة لتحقيق "النظام" في البلاد التي مزقتها الحرب.
في عام 2006، بعد سيطرتها على مقديشو وأجزاء جنوبية أخرى من الصومال، عمل اتحاد المحاكم الإسلامية على إحلال بعض القانون والنظام على أساس تطبيق الشريعة. وفي عام 2007 وبدعم من أمريكا، غزت قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الإثيوبية الصومال وفككت اتحاد المحاكم الإسلامية ونتيجة لذلك، تم تشكيل الحكومة الاتحادية الانتقالية المدعومة من قبل الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وكذلك الولايات المتحدة. اشتبكت هذه الحكومة مع حركة الشباب المنبثقة عن اتحاد المحاكم الإسلامية الذي انشق إلى عدة فصائل صغيرة.
يأتي الرئيس المنتخب حديثا والصومال، البلد الذي يحتل موقعا استراتيجيا للغاية على طول المحيط الهندي، بأطول خط ساحل في أفريقيا يبلغ طوله 2720 كم، ما زال يعيش في أزمات. يهدد الجوع القارس حاليا حياة أكثر من 5 مليون صومالي. وهناك مشكلة اللاجئين التي وضعت 5 مليون لاجئ في خطر الجوع والمرض حيث تعتزم حكومة كينيا بالتنسيق مع الأمم المتحدة إغلاق مخيم داداب. هذه المشاكل ستبقى دون حل في النظام العميل المنتخب حديثا.
مثل سلفه حسن شيخ محمود، فإن فرماجو سوف يرث ويقوم بتنفيذ الخطط الشريرة نفسها التي وضعتها القوى الغربية ولا سيما الولايات المتحدة. في تصريحه "هذا الانتصار يعكس مصلحة الشعب، هذا الانتصار هو انتصار لشعب الصومال، ويمثل بداية لعهد الوحدة والديمقراطية في الصومال وبداية للحرب ضد الفساد"، يكذب فرماجو علنا على الأمة الإسلامية عموما والمسلمين في الصومال على وجه التحديد، لأنه ترعرع وتم تجنيده من قبل الولايات المتحدة لتسهيل ودفع الأجندات الأمريكية الشريرة في الصومال. والجدير بالذكر، أنه تحت ستار محاربة (الإرهاب) تستمر أمريكا وحلفاؤها في نهب الثروات.
مثل أي بلاد إسلامية أخرى، ستواصل الصومال مواجهة مشاكل طويلة الأمد والتي تأتي نتيجة ولاء زعماء المسلمين لأسيادهم الغربيين. العديد من الصراعات في جميع بلاد المسلمين تنجم مباشرة من النفوذ والتدخل الأجنبي. ما دام العالم الإسلامي يقاد من قبل الحكام التابعين للغرب، فإن الأمة ستبقى في حالة اضطراب. وما دامت دولة المسلمين غير قائمة فإن الأزمات في الصومال وبقية بلاد المسلمين سوف تستمر. فقط بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتطبيقها للقوانين الربانية ستحل مشاكل الأمة جميعها مرة واحدة وإلى الأبد.
* الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا
رأيك في الموضوع