عن هذه المسألة أجاب العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير، أحد زواره على صفحته على الفيسبوك، بما يلي: "1- اسأل الذي يقول إننا غير ملزمين بطريقة الرسول e في الوصول إلى الحكم: قل له إذا أردت أن تتوضأ، فعن أي أدلة تبحث لتعرف الوضوء؟ ألست تبحث عن أدلة الوضوء؟ أو تبحث عن أدلة الحج مثلاً؟ فإنه سيقول بل يبحث عن أدلة الوضوء... ثم اسأله وإذا أردت أن تعرف أحكام الصيام، ألست تبحث عن أدلة الصيام؟ أو تبحث عن أدلة الجهاد لتعرف كيف تصوم؟ إنه سيجيب بل أبحث عن أدلة الصيام لأعرف أحكام الصيام. ثم اسأله إذا أردت أن تعرف أحكام الصلاة، ألست تبحث عن أدلة الصلاة؟ أو تبحث عن أدلة الزكاة؟ سيجيب بل يبحث عن أدلة الصلاة. وهكذا عن أي مسألة يريد أن يعرف أحكامها، فإنه سيبحث عن أدلتها في الشرع. والآن، اسأله عن معرفة كيفية إقامة الدولة، أليس يبحث عن الأدلة الشرعية الواردة عن الرسول e في كيفية إقامة الدولة؟ وليس يبحث عن أدلة الجهاد مثلاً، أو الصلاة، أو الزكاة... بل يبحث عن أدلة إقامة الدولة، والرسول e أقام الدولة مرة واحدة بطريقة طلب النصرة في مرحلة التفاعل. وإذن فإن طريقة إقامة الدولة هي طلب النصرة. والسؤال الآن هو هل طلب النصرة فرض، أو مندوب، أو مباح...؟ فإن كان طلب النصرة فرضا فنكون ملزمين بهذه الطريقة في إقامة الدولة، وبدراسة هذا الموضوع نجد ما يلي: إن طلب النصرة فرض، والدليل على ذلك أن الرسول e لم يغير هذه الطريقة رغم المشقة التي صادفته في طلبها، فقد طلبها من ثقيف فردوه رداً سيئاً وأدموا قدميه e... ولم يغيرها رسول الله e إلى طريقة أخرى، بل استمر e في طلب النصرة من القبائل فطلبها من بني شيبان، ومن بني عامر...الخ طلبها بضع عشرة مرة، ولم يستجيبوا، ومع ذلك لم يغيرها الرسول e إلى طريقة أخرى رغم المشقة فيها، وفي الأصول فإن تكرار الطلب مع المشقة قرينة على أن هذا الطلب فرض. أي أن طلب النصرة فرض... وأنه هو الطريقة الوحيدة التي اتبعها الرسول eفي إقامة الدولة، واستمر عليها إلى أن أكرمه الله بالأنصار فبايعوه العقبة الثانية، ومن ثم هاجر إلى المدينة وأقام الدولة. هذا باختصار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أما المكابرون فحجتهم داحضة لأن الواحد منهم يقر بالبحث عن أدلة الوضوء لكي يتوضأ، ويقر بالبحث عن أدلة الصيام ليصوم، ويقر بالبحث عن أدلة الصلاة ليصلي... ولا يبحث عن أدلة لغير العمل الذي يريد القيام به، والواجب عليه إن كان عاقلاً أن يقر بالبحث عن أدلة قيام الدولة إذا أراد أن يقيم دولة، وليس هناك أدلة بيَّنها الرسول e بفعله وقوله إلا طلب النصرة التي قام بها الرسول e في أواخر مرحلة التفاعل... وهذه الطريقة فرض. هذا باختصار هو الرد الشافي والكافي على وجوب الطريقة التي نسير عليها في إقامة الدولة.
رأيك في الموضوع