أمام تصاعد الحملات الإعلامية التي تستهدفكم وما يصحبها من تضييق عليكم في كل المجالات، فإنه لا يجوز لكم الخضوع للضغط والابتزاز الذي يستهدف دينكم وولاءكم وهويتكم وانتماءكم لأمتكم.
يريدون لكم التبرؤ من دينكم ومن شريعتكم ومن أمتكم، فلم تعد أهدافهم خفية بل هي ظاهرة جلية، ولم تعد سهامهم موجهة إلى حركات أو جماعات أو إرهاب أو تطرف، بل باتت موجهة مباشرة دون حياء إلى دينكم العظيم فيصفونه (بالإرهاب) والشر...
كما أنه لا يجوز لكم التقوقع والعزلة، فالعزلة تعبير عن العجز والجهل والخوف، وتلك السلبيات لا يعرفها من استوطن الإيمان قلبه وتوكل على ربه واستنار بنور عقيدته القطعية.
أجل، لا يعرفها من يحمل ذاكرة زاخرة وأمثلة صارخة في مواقف الأنبياء والصالحين والعلماء الصادقين في مجتمعاتهم الجاهلية وثباتهم على الحق وصدعهم به. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد﴾.
إن الواجب الذي يحتمه عليكم دينكم والثغرة التي تقفون عليها واللحظة التاريخية التي تمرون بها هو مواجهة تلك الحملات بالفكر والحجة والبرهان المبين. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.
فالواجب أن نتفاعل بشكل إيجابي مع محيطنا من خلال حمل الدعوة الإسلامية دون خوف أو خجل، يجب أن نأخذ المبادرة وأن نتحرك بوعي ومنهجية، بعيدا عن العفوية والارتجال، بل إحساس بواقع يغلي وبتحديات تستفز عقولنا، فتدفعنا إلى التفكير العميق المستند إلى عقيدتنا ورسالتنا، فنحدد على أساسه الأهداف والأعمال فنتحرك بثقة واطمئنان، لنحول الأوضاع السلبية والتحديات إلى إيجابيات تخدم قضايانا ووجودنا ومستقبل ديننا في هذه البلاد، وهذا يقتضي حمل الإسلام بشكل فكري وسياسي بوصفه بديلا عن النظام الرأسمالي كما يحمله ويدعو له حزب التحرير.
لا يجوز لنا أن نفكر بمنطق الأقليات التي تحركها الغرائز والمصالح التافهة الموهومة، بل بوصفنا جزءاً من أمة عريقة وعظيمة وصاحبة قضية ورسالة، فنعمل ضمن مشروعها الراشد الذي يستهدف استعادة سلطان الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فنتحرك ونتفاعل معها فكريا وسياسيا بفخر واعتزاز لا نخشى في الله لومة لائم. ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.
فنحن لسنا أول حالة إيمانية تواجه مجتمعا وبيئة جاهلية، بل قد سبقنا إلى مثل ذلك معظم الأنبياء عليهم السلام وهذا ما واجهه سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام حين بعثته في مكة ما عرضه للأذى والاضطهاد، فلا تلتفتوا إلى فقه الأقليات الذي يدور مع المصالح والأهواء حيث دارت وما هي إلا حبال السحرة ووساوس الشيطان ووعوده ﴿وما يعدهم الشيطان إلا غرورا﴾... بل الزموا خطى نبيكم الكريم وسيرته المطهرة فهو الأسوة والقدوة ففي اتباعه الصلاح والفوز المبين.
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾
بقلم: منذر عبد الله
رأيك في الموضوع