(مترجم)
عقد في 22/5 استفتاء وطنيٌ في طاجيكستان على التعديلات والإضافات التي أجريت على دستور البلاد. تسمح التعديلات التي أدخلت على القانون الأساسي بإعادة انتخاب الرئيس الحالي للبلاد الطاغية إمام علي رحمان لفترة رئاسية جديدة دون قيود، كما تم تعديل المادة التي تحد من سن المرشح لمنصب الرئاسة. بينما كان في السابق يقتصر عمر المرشح على 35 عامًا، فقد تم تخفيضه الآن لسن 30 عامًا. وهذا بدوره سوف يسمح بترشح الابن الأكبر للطاغية رحمان - رستم إمام علي - للانتخابات لرئاسة الجمهورية عام 2020 في حال احتاج الطاغية رحمان لذلك.
كما صرح رئيس اللجنة المركزية للانتخابات والاستفتاء (CCER) في طاجيكستان باختيار هودورزودا بأنه وفقًا للبيانات الأولية لـ (CCER) فقد صوّت 4 ملايين شخص، أي 92% من الناخبين في الاستفتاء من أصل 4.4 ملايين ناخب. وقد صوت 3.8 مليون شخص أي 94.7% من عدد الناخبين في الاستفتاء لصالح التعديلات والإضافات لدستور جمهورية طاجيكستان. وصرح أيضًا أنه قد صوّت فقط 134000، أي 3.3% من الناس، ضد التعديلات التي أدخلت على الدستور. وقال: "يجب أن يعتبر الاستفتاء الوطني بشأن التعديلات والإضافات على دستور الجمهورية طاجيكستان حقيقيًا". في نهاية الاستفتاء قالت بعثة المراقبين من رابطة الدول المستقلة "لم يتم الكشف عن أية انتهاكات صارخة خلال الاستفتاء" كما وقامت الحكومة ووسائل الإعلام الروسية والموالية لروسيا بالإجماع بتأييد الاستفتاء وأظهرته في أفضل صورة ممكنة وأعطته كامل الشرعية.
يصبح من الواضح لأي متابع للأوضاع ولأي شخص لديه معلومات بسيطة عن الوضع في طاجيكستان أنه قد تم التلاعب بالاستفتاء وأن الاستفتاء قد عقد مع الكثير من الغش، ومع الخداع الصريح ل 8 مليون طاجيك.
أولاً: الادعاء بأن الإقبال على التصويت كان 92% من الناخبين، مع العلم أن المشاركة الوطنية للشعب الطاجيكي منخفضةٌ جدًا، هو ادعاء في حد ذاته موضع شك كبير. بالإضافة لذلك، فإن معظم الشباب والأصحاء والقادرين على العمل يعملون في مختلف البلاد في العالم. فعلى سبيل المثال هنالك أكثر من مليون شخص من طاجيكستان في روسيا وحدها. وعلى الرغم من أن اللجنة المركزية للانتخابات والاستفتاء في طاجيكستان قد ذكرت أنه تم فتح 36 مركزاً للاقتراع للرعايا الذين يعيشون في 29 بلدًا في العالم. إلا أن نسبة مشاركة الناخبين في هذه المناطق تكون عادةً أقل من تلك التي في البلاد نفسها. وبالفعل وعلى خلفية المستوى المتدني من ثقة الناس في السلطات والأخذ بعين الاعتبار المشاركة الوطنية المنخفضة، فإن الادعاءات بأن نسبة المشاركة كانت 92% هي ادعاءات سخيفة. بالإضافة لذلك، فإنه وفقًا لتقرير لجنة الانتخابات المركزية في 22/5 في الساعة التاسعة فإن مليوناً و320600 أي 29.8% من الناس قد صوتت، وهذا لا يمكن حدوثه في هذا الوقت القصير، فهذا أيضًا يشير للتزوير الذي حصل.
أما بالنسبة للتصديق على الاستفتاء من قبل بعثة المراقبين في رابطة الدول المستقلة والتي تتألف من 107 أشخاص يمثلون روسيا، وأذربيجان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان ومولدوفا، فكل هؤلاء المراقبين يمثلون نفس الطغاة الذين استولوا على السلطة في بلدانهم وقمعوا شعوبهم. وأما روسيا فرحمان هو خادمها المخلص، وفي الواقع فهي التي تضمن للطاغية الطاجيكي البقاء في السلطة بسبب تمركز القاعدة العسكرية الروسية (شعبة 201) في البلاد. ولم يمض وقت طويل على نقل القاعدة وهي الآن على حدود العاصمة دوشنبيه. ومن الواضح أن هذه الخطوة اتخذت لضمان وجود القوة العسكرية الروسية لإخماد أي تمرد ضد نظام رحمان.
والنتيجة، فإن الطاغية رحمان يستخدم الإجراء الديمقراطي القذر من أجل خلق مظهر من الشرعية على قوته المغتصبة، وقال إنه لم يحاول خداع الشعب. الشعب يفهم كل شيء تمامًا ويكرهون بصدق طاغية طاجيكستان بدون القدرة على عمل أي شيء معه.تم القيام بكل هذا فقط من أجل خلق مظهر من الشرعية على العملية من قبل الغرب. وقد كان هدف الاستفتاء هو الجمهور الغربي، فمؤخرًا، بدأ الساسة الغربيون يبدون مزيدًا من الاهتمام نحو طاجيكستان، وفي أعقاب هذا، قرر الطاغية رحمان أن ينظم حدثًا يخدع غيره أنه يحظى بدعم الناس.
وهكذا، فإن رحمان ليس الأول من الطغاة في البلاد الإسلامية في آسيا الوسطى الذي يقوم بمثل هذا الإجراء، فهو تمامًا مثل طاغية أوزبيكستان إسلام كريموف وطاغية كازاخستان نور سلطان نزارباييف. جميعهم تقريبًا حتى الآن "رئيس مدى الحياة"، ولكن بالتأكيد لن يقف شعب تركستان الأبيّ مكتوف الأيدي أمام كل هذه الإهانات لفترة طويلة. ولسنا ببعيدين عن الساعة التي سيتم فيها إذلال الطاغية رحمان وكل زملائه في نفس المكان الذي يصبحون الآن عليه أشبه بملوك الجهل.
بقلم: عمر فارسي
رأيك في الموضوع