رفع المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ جلسة مشاورات السلام المسائية المقررة يوم السبت الماضي، وعلق المشاورات المباشرة بين الوفدين لإجراء مشاورات ثنائية من قبل المبعوث لمحاولة الوصول إلى حل بعد تراجع وفد الحوثي وصالح عن التزاماتهم وعن الخطوات التي تم الاتفاق عليها في الأسبوع الماضي ووصول المشاورات لطريق مسدود. حيث رفض وفد الحوثيين وصالح التقدم بالنقاش عبر اللجان المشكلة - الأمنية والعسكرية والسياسية ولجنة المعتقلين والأسرى - مؤكدا أنه لم يلتزم بالإطار العام ولن يتعامل مع جدول الأعمال ولن يتفاعل مع اللجان إلا بالاتفاق المسبق على تشكيل سلطة تنفيذية انتقالية جديدة.
أما يوم الأحد الماضي فقد قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن استمرار مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة من خلال مجموعة جديدة من الجلسات ستعقدها الأطراف اليمنية اليوم (الأحد الماضي). وأكد المبعوث الأممي في بيان صحفي حسب صحيفة الشرق الأوسط "إن الجلسات المشتركة ضرورية لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع في معالجتها"، مؤكدا التصميم على التقدم بالرغم من كل التحديات والصعوبات.
وقد شدّد موفد الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في لقاء صحفي سابق على ضرورة تحييد المسار السياسي عن الأوضاع الميدانية في اليمن!!.
أما ميدانياً فقد شهدت الجبهات خروقاً متواصلة في كل من تعز ومأرب ونهم القريبة من صنعاء، كما أعلن البنتاجون عن وصول قوات أمريكية محدودة إلى اليمن بحجة مكافحة الإرهاب وتزامنا مع دخول الإمارات وقوات هادي إلى المكلا ثم أبين اللتين انسحب منهما تنظيم القاعدة!!
ومع ذلك فقد قامت سلطات عدن المحسوبة على الحراك الانفصالي الموالية لأمريكا بترحيل المئات من أبناء المحافظات الشمالية بحجة عدم وجود ما يثبت هويتهم مما جعل هادي وحكومته ينددون بذلك مسندين الأمر إلى تصرفات فردية وأنها تخدم مليشيات الحوثيين وصالح!!
إن الناظر في هذه الأحداث الخطيرة التي يمر بها المشهد اليمني ليدرك تماماً تعقيدات الصراع الإنجلو أمريكي الاستعماري على أرض الإيمان والحكمة، فولد الشيخ يعمل لما يحقق مصالح أمريكا بدعم الحوثيين المطالبين أولاً بالتوافق على الحكومة محاولين تجيير القرار 2216 لما يخدمهم وإفراغه من محتواه بحجة أن تسليم السلاح لن يكون إلا لحكومة توافقية موجودة على الأرض، وإلا فإن القرار الأممي غير قابل للتطبيق في نظرهم!!
إن تصريح ولد الشيخ بضرورة فصل المسار السياسي عن الوضع الميداني للوصول إلى حل، يعطي الضوء الأخضر للحوثيين لمزيد من الاستيلاء وإحكام السيطرة على الأرض.
لقد علق وفد هادي المشاركة في المحادثات لتعنت الحوثيين واستيلائهم على معسكر العمالقة في عمران وها هم الحوثيون يعلقون المشاورات من جديد تزامناً مع دخول الإمارات وقوات هادي لمدينة المكلا، حيث أقلقهم تسليم تنظيم القاعدة للمكلا وأبين لعملاء الإنجليز - الإمارات وهادي -، فنددوا بالاستعمار خداعاً وتضليلاً، ثم قامت أمريكا بإدخال قوات محدودة حسب زعمها لمكافحة الإرهاب حيث تعلم أن القاعدة المنسحبة من هذه المدن بشرط عدم ملاحقة أفرادها سوف تتوغل في عدن التي يديرها عملاؤها الانفصاليون الذين عينهم هادي ترضية لأمريكا ومن خلفها عاملاً مع علي صالح لإفشالهم أو اغتيالهم خدمة للإنجليز، وهذا ما جعل الحراك الانفصالي يقوم بتلك الحملات لترحيل أبناء المحافظات الشمالية من عدن بمبرر العمليات الأمنية، لقد حركت أمريكا ورقة الانفصاليين للضغط على عملاء الإنجليز هادي وحكومته للقبول بالحوثيين في المفاوضات والقبول بترتيب المشاورات كما يريدها الحوثيون، وهذا ما يجعل هادي وحكومته في ورطة، حيث لن يكون مرحباً بهم في عدن إن لم يخضعوا لأمريكا في ظل تزايد أصوات الانفصال والفوضى والاغتيالات فيها مما جعلهم يحولون وجهتهم للمكلا للعمل من هناك.
يا أهل اليمن!إن بلادكم قد أصبحت ميداناً لكل متصارع وثرواتكم أضحت نهباً لكل طامع، ولسنا نعجب من مواقف هؤلاء المتقاتلين المتحاورين الذين أصبحوا أوراقا بيد الأجنبي سواء الأمريكي أو البريطاني؛ فهم من يمهدون لدخول قوات المستعمرين ويروضون أهل اليمن لقبولهم؛ ضاربين بالسيادة التي يتغنون بها وبالشعارات التي يحملونها عرض الحائط كأنهم لا يعلمون، بل إن كلا الطرفين ستجمعهم الشراكة في مكافحة الإرهاب الذي يهتفون أنه صناعة أمريكية مهما أعلن بعضهم رفض ذلك مخادعةً لأهل اليمن، لكن هيهات أن تتحرك أسلحتهم صوب المستعمر وقواته لأنهم في خدمته يسارعون! وإنه ليجب عليكم التفكير المسئول والعمل بجدية بناء على منهج الرسول e لخلاصكم من هذه الصراعات الاستعمارية المستعصية، وذلك لن يتحقق إلا بأن تعملوا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ولذلك فليعمل العاملون.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
رأيك في الموضوع